×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

«وبُعْدُه في فضاءٍ» فإِذَا كان يقضي حاجتَه في فضاءٍ فإِنَّه يَبْعُدُ عن النَّاس فلا يقضي حاجتَه بين النَّاس أَوْ يقضي حاجتَه والنَّاس ينظرون إِلَيه.

فقدْ كان صلى الله عليه وسلم، إِذَا ذَهَبَ - يعني: للحاجة - أَبْعَدَ المَذْهَبَ ([1]) حَتَّى يَتَوَارَى عنِ النَّاسِ ([2]).

«واسْتِتارُه» فلا يقضي حاجتَه في مكانٍ بارزٍ؛ بلْ يسْتَتِر وراءَ جِدَارٍ أَوْ وراءَ شجرةٍ؛ لفِعْلِه صلى الله عليه وسلم.

«وارتياده لبولِه مكانًا رَخْوًا» يعني: يختارُ لِنُزولِ بولِه على الأَرْض مكانًا من الأَرْض هشًّا، ولا يبولُ على شيءٍ صُلْبٍ؛ حتَّى لا يتطاير عليه البولُ.

فقدْ أَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم عن رَجُلَيْنِ يُعَذَّبَانِ في القَبْرِ، قال: «وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» - يعني: ما هو بشاقٍّ عليهم لو انْتَبَهُوا له - «أَمَا إِنَّهُ كَبِيْرٌ» - يعني: في نفسه كبيرٌ، لكنَّ دَرْءَهُ والسَّلامةَ منه يسيرةٌ لو أَرَادُوا - «أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ» - وفي روايةٍ: «لاَ يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ» - «وَأَمَّا الآْخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» ([3]).

فهذه أُمورٌ يجب التَّفطُّن لها عند البول؛ لأَنَّ البولَ خطيرٌ، فقدْ يُسبِّب عذابَ القبْر، كما أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قال: «اسْتَنْزِهُوا مِنْ هَذَا الْبَوْلِ؛ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ» ([4]).


الشرح

([1])قال في «اللسان»: والمذهب: المتوضّأ؛ لأنه يذهب إليه (1/ 394).

([2])أخرجه: البخاري رقم (356)، ومسلم رقم (274).

([3])أخرجه: البخاري رقم (213)، ومسلم رقم (292).

([4])أخرجه: الحاكم رقم (654)، والدارقطني رقم (459)، والطبراني في «الكبير» رقم (11104).