«ويُكْرَهُ
دُخُولُهُ بِشَيْءٍ فِيْهِ ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» ولا يدخله بشيءٍ فيه ذِكْرُ
الله، كالخَاتَم أو الأَوْراق التي فيها ذِكْرُ الله؛ فإِنَّه إِنْ أَمْكن أَنْ
يُنحِّيَها قبل الدُّخول، ويُخلِّيَها في مكانٍ، ولا يدخل بها؛ لأَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم كان إِذَا أَرَادَ دُخُولَ الْخَلاَءَ خَلَعَ خَاتَمَهُ ([1]) صلى الله عليه وسلم؛
لأَنَّ فيه اسْم الجلالة.
«إِلاَّ لِحَاجَةٍ» أَمَّا إِذَا خاف
عليه أَنْ يُؤخَذَ أَوْ يضيعَ، فإِنَّه يدخل به، ولكنَّه يُدير خاتمَه الذي فيه
ذِكْرُ الله، يُدير فصَّه إلى داخل كفِّه حتَّى يستُرَه.
«وَرَفْعُ ثَوْبِهِ
قَبْلَ دُنُوِّهِ مِنَ الأَْرْضِ» كذلك، من آداب قضاء الحاجة، أَنَّه يُكْره أَنْ
يرفعَ ثوبَه، ويكشفَ عَوْرتَه قبْلَ دُنُوِّه من الأَرْض، فالعورةُ الأَصْلُ فيها
وجوبُ ستْرِها، ولا يجوز كشْفُها إلاَّ بقدر الحاجة، وكشفُها قَبْلَ دُنُوِّه من
الأَرْض ليس له حاجةٌ.
«وَكلاَمُهُ فِيْهِ»وكذلك؛ لا يتكلَّم
مع النَّاس؛ لأَنَّ هذا مِنْ سُوءِ الأَدَبِ، فيَسْكُتُ حتَّى ينتهيَ، حتَّى لو
كلَّمه أَحَدٌ أَوْ سلَّم عليه أَحَدٌ، فإِنَّه لا يردُّ عليه حتَّى يخْلُصَ من
حاجته؛ لأَنَّ رَجُلاً سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ
يَبُوْلُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ([2]).
«وَبَوْلُهُ فِي شَقٍّ وَنَحْوِهِ» وكذلك؛ يُكْرَهُ أَنْ يبولَ الإِنْسانُ في شقٍّ من الأَرْض، أَيْ: صَدْعٍ، أَوْ جُحْرٍ كجُحُور الحَشَرات؛ لأَنَّك تُؤْذِي ما فيها مِنَ الحَشَرات، وأَيْضًا رُبَّما تكون مساكنَ للجِنِّ ([3]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (19)، والترمذي رقم (1746)، وابن ماجه رقم (303).