×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ثُمَّ يَمْسَحُ كُلَّ رَأْسِهِ مَعَ الأُْذُنَيْنِ مَرَّةً وَاحِدَةً.

****

ويغسل ما في الوجه مِنْ شَعْرٍ خفيفٍ، كالحاجِبَيْنِ، وأَهْداب العَيْنَيْنِ، والشَّاربِ، والعَنْفَقَةِ، واللِّحْيةِ؛ هذا كلُّه يجب غَسْلُه؛ لأَنَّه مِنَ الوجه.

فإِنْ كانت اللِّحْيةُ كثيفةً - يعني كثيرةَ الشَّعر - وساترةً لِمَا وراءَها مِنَ الجِلْد، فالواجبُ غَسْلُ ظاهرِها، وأَمَّا باطنُها، فيُستحبُّ تخليلُه، كما سبق.

«ثُمَّ يدَيْهِ مَعَ الْمِرْفَقَيْنِ»؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ [المائدة: 6]، أَيْ: مع المرافق؛ لفِعْل الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم؛ لأَنَّه أَدَارَ الماءَ عليهما، فتكون «إلى» بمعنى «مع»، ﴿وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ أَيْ: مع المرافق، فتكون الغايةُ هنا داخلةً في المُغيَّا.

64 «ثُمَّ يَمْسَحُ كُلَّ رَأْسِهِ» ثُمَّ إِذَا فرَغ مِنْ غَسْل يدَيْه، فإِنَّه يمسح برَأْسِه؛ لقوله جل وعلا: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ [المائدة: 6].

و«المسْحُ» في اللُّغة: إِمْرارُ اليد على الشَّيْءِ، والمسْحُ المُرادُ هنا ليس هو مُجرَّد إِمْرارِ اليَدِ على الرَّأْس، بلِ المُرادُ هو إِمْرارُ اليَدِ على الرَّأْس مبلولةً بالماءِ الطَّهورِ، فلو مسَح رَأْسَه مِنْ غير بَلَلٍ، لمْ يصحَّ.

وصفةُ المسْح: أَنْ يضعَ يدَيْه مبلولتَيْنِ بالماءِ على مُقدَّم رَأْسِه، أَيْ: على ناصيته، ثُمَّ يمرِّرهما إلى قَفاهُ، ثُمَّ يرُدُّهما إلى المكان الذي بَدَأَ منه، كما ثَبَتَ ذلك عن النَّبِيِّ ([1]) صلى الله عليه وسلم.

لا يكفي مسْحُ بعضِْ الرَّأْس؛ لأَنَّ الله جل وعلا قال: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ والرَّأْسُ إِذَا أُطْلِقَ يَعُمُّ جميعَ الرَّأْس، فلو مسَح بعْضَه وترَك


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (183)، ومسلم رقم (235).