×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

    ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ مَعَ الْكَعْبَيْنِ.

****

 البعْضَ لمْ يمْسَحْهُ، لمْ يصحَّ وُضوءُه؛ لأَنَّه لا يصدق عليه أَنَّه مسَح برَأْسِه.

«مَعَ الأُْذُنَيْنِ مَرَّةً وَاحِدَةً» ثُمَّ يُدخِل إِصْبَعَيْه السَّبابتَيْنِ مَبْلُولَتَيْنِ بالماءِ في خَرْقَيْ الأُذُنيْنِ، ويضَعُ إِبْهامَيْه على ظاهر الأُذُنيْنِ ثُمَّ يُديرهما، فيكون قدْ مسَح أُذُنَيْه ظاهرًا وباطنًا؛ لأَنَّهما مِنَ الرَّأْس.

ويمسحان بالبَلَلِ الباقي مِنَ الرَّأْس، ولا يَأْخُذُ لهما ماءً جديدًا؛ لأَنَّ هذا لمْ يرِدْ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بطريقٍ صحيحٍ ([1])، فلوْ مسَح رَأْسَه وترَك أُذُنَيْه، لمْ يصحَّ وُضوءُه؛ لأَنَّه ترَك بعْضَ الرَّأْسِ.

«ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ مَعَ الْكَعْبَيْنِ» فإِذَا فرَغ مِنْ مسْح رَأْسِه، فإِنَّه يغسلُ رِجْلَيْه مع الكعبَيْنِ؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ [المائدة: 6]، و«إلى» هنا بمعنى «مع»، أَيْ: مع الكعبين؛ لأَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غسَل الكعبين مع الرِّجْلَيْنِ، فدلَّ على أَنَّ الغايةَ هنا داخلةٌ في المُغيَّا.

والمُرادُ بـ «الكعبين»: العظمان الناتِئَان في أَسْفلِ السَّاقِ، وهُمَا مَفْصِلُ القدَم مِنَ السَّاق، وليس المُرادُ ما تحت معْقِدِ الشِّراك، وهو مَفْصِلُ القدَم مِنَ العَقِبِ؛ بدليل فِعْلِ الرّسُولِ صلى الله عليه وسلم، والرّسول صلى الله عليه وسلم مُبيِّنٌ للقرآن.


الشرح

([1])أخرجه: البيهقي في «معرفة السنن والآثار» رقم (719).