يتَّبِعَه، وأَنْ يتْرُكَ البِدَعَ
والمُحْدَثاتِ.
والبِدَعُ نجاسةٌ؛ -
نجاسةٌ معنويَّةٌ -، والشِّرْكُ نجاسةٌ معنويَّةٌ أَعْظمُ، فيُناسب أَنْ يُطهِّر
نفْسَه مِنَ النَّجاسةِ الحِسِّيَّةِ بالوُضوءِ، ومِنَ النَّجاسةِ المعنويَّةِ
بالشَّهادَتَيْنِ.
«ثُمَّ يَرْفَعُ
بَصَرَهُ إلى السَّمَاءِ»، لماذا يرفع بصَرَه إلى السَّماءِ؟
لأَنَّ السَّماءَ
محلُّ عُلُوِّ اللهِ جل وعلا على عرشه، وهذا فيه دليلٌ على عُلُوِّ الله على عرشه،
سبحانه وتعالى.
لا كما تقول
المُؤَوِّلةُ مِنْ نُفاة الصِّفات، ونُفاة العُلُوِّ، حيث يقولون: يرفعُ بصَرَه
إلى السَّماءِ لأَنَّها قِبْلةُ الدَّاعي، وقالوا ذلك؛ لأَنَّهم ينفون العُلُوَّ،
ولا بُدَّ أَنْ يُفسِّروا رفْعَ البصَر إلى السَّماءِ، فقالوا: لأَنَّها قِبْلَةُ
الدَّاعي.
نقول: هذه قِبْلَةٌ
مُحْدثَةٌ مِنْ عِنْدِكم، ما هناك قِبْلةٌ للدُّعاءِ ولا للصَّلاة ولا للعبادة
إلاَّ الكَعْبةُ التي أَمَرَنا اللهُ باستقبالها، ولمْ يَأْمُرْنا باستقبال
السَّماءِ لا في دُعاءٍ ولا في صلاةٍ، بلْ نَهانا عنْ رفْع البصَر إلى السَّماءِ
في الصَّلاة ([1]).
فقولُكم: إِنَّها
قِبْلةُ الدَّاعي، هذا كلامٌ باطلٌ ومُحْدَثٌ وبِدْعةٌ مِنْ عندكم، وأَنْتم
تُريدون بذلك نفْيَ ما أَثْبَتَه اللهُ جل وعلا لنفسه مِنْ عُلُوِّ اللهِ فوق
مخلوقاته.
هذا هو وجهُ الحِكْمة في رفْع بصَرِه إلى السَّماءِ؛ إِشارةً إلى عُلُوِّ الله جل وعلا فوق مخلوقاته، وهذا مِنْ أَدلَّة أَهْل السُّنَّةِ والجماعةِ على إِثْبات العُلُوِّ لله سبحانه وتعالى.
([1])أخرجه: البخاري رقم (717)، ومسلم رقم (429).