×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

«وحَيضٌ» الخَامِس من مُوجِباتِ الغُسلِ: وهو الحَيضُ، فإذا حاضَتْ المَرأةُ فخُروجُ الحَيضِ منها يُوجِب الغُسل، ولَكِنْ لا تَغتَسِل حتَّى يَنقَطِع الدَّمُ؛ لقَولِه تَعالَى: ﴿فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ [البقرة: 222]، والتَّطهُّر هنا المُرادُ به الاغتِسالُ.

«ونِفاسٌ» ([1]) السَّادِسُ من مُوجِبات الغُسل: النِّفاس. و«نُفاس» بضمِّ النُّونِ؛ لأنَّه اسم مَرَض، وأَسماءُ المَرَضِ تَكُون بالضَّمِّ، مثل: داءٍ عُضالٍ، ونُفاسٍ، وجُشاءٌ، كلُّ أَسماءِ الأَمراضِ عَلَى وَزْن فُعَال.

فالسَّادِس من موجبات الغُسْلِ: النفاس، وهو خروج الدَّم بسَبَب الوِلادَة، فهو مَأخُوذٌ من التَّنَفُّس؛ لأنَّ رَحِم المَرأةِ يتنفَّس بالوِلادَة فيَخرُج منه هَذَا الدَّمُ، فإذا انقَطَع دَمُ النُّفساءِ انقِطاعًا كامِلاً وَجَب عَلَيها الاغتِسالُ، كما يَجِب على الحائِضِ.

«لا وِلادَةٌ عَارِيَة عن دَمٍ» أمَّا لو وَلَدت ولم يَخرُج منها دَمٌ؛ فإنَّه ليس عليها غُسلٌ؛ لعَدَم وُجودِ السَّببِ، إنَّما يكون عَلَيها الوُضوءُ؛ لأنَّ الخارِجَ من الفَرْج يُوجِب الوُضوءَ.


الشرح

([1])قال فِي «اللسان»: «والنِّفَاس: ولادة المرأة إذا وضعت فهي نُفَساء» (6/ 238) وانظر أيضًا: «الدر النقي» (1/ 150)، و«المصباح المنير» (848).