×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ولا يَطهُرُ مُتَنَجِّسٌ بشَمسٍ ولا رِيحٍ ولا دَلْكٍ.

****

ولم يُحَدِّد سَبْعَ غَسَلاتٍ، بل أمر بإِزالَةِ النَّجاسَة ولم يُحَدِّد غَسَلاتٍ مَعدُودةً، فدلَّ على أنَّ المَطلُوبَ إِزالَة النَّجاسَة، سواءٌ زَالَت بغَسْلَةٍ أو بغَسْلَتَيْنِ أو بثَلاثٍ أو بخَمسٍ أو بسَبْعٍ، حَسَب الحاجَةِ؛ هَذَا هو الصَّحيحُ.

النَّجاسَة لا تَزالُ إلاَّ بالمَاءِ؛ لأنَّ الله جل وعلا جَعَل الماءِ طَهورًا، قال تَعالَى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ [الأنفال: 11]، وقال تَعالَى: ﴿وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا [الفرقان: 48]، وسَبَق بيانُ أنَّه لا يَرفَع الحَدَث، ولا يُزِيلُ النَّجَسَ الطَّارِئَ غَيرُ الماءِ.

فلا يَطهُرُ المُتَنَجِّس «بشَمسٍ»، كما إذا ضَرَبْتَه أَشِعَّةُ الشَّمسِ واستَحالَت النَّجاسَة وذَهَبَت آثَارُها؛ فلا يَكفِي هذا.

أو «رِيحٍ» تَهُبُّ عَلَيه حتَّى يَنشَفَ وتَزُولَ آثارُ النَّجاسَة، فلا يَكفِي هَذَا لاَزِمٌ.

أو «دَلْكٍ»؛ كما إذا أصاب خُفَّه أو نَعْلَه نجاسَةٌ، فَدَلَكَها فِي الأَرضِ حتَّى زَالَت آثَارُ النَّجاسَة، فلا يَكفِي هَذَا.

هَذَا أَحَد القَولَينِ لأَهلِ العِلْم ([1]).

والقَولُ الثَّانِي: أنَّه يَطهُر المُتَنَجِّس إذا زَالَت النَّجاسَة بأيِّ شيءٍ، سواءٌ كان بالماءِ أو بالرِّيحِ أو بالشَّمسِ أو بالدَّلْكِ؛ فإنَّ المَقصُود زَوالُ النَّجاسَة، والنَّجاسَة من باب التُّروكِ، فإذا زَالَت بأيِّ سَبَبٍ كان - طَهُر المَحَلُّ؛ لأنَّها طارِئَة، والمَحَلُّ الأَصلُ فيه أنَّه طاهِرٌ، فإذا زَالَت عنه عاد الشَّيءُ إلى أَصلِه وهَذَا هو الصَّحِيحُ.


الشرح

([1])انظر: «المستوعب» (1/ 92).