والصَّلاةُ عبادةٌ
عظيمةٌ، يجتَمِعُ فيها من العبادَاتِ ما لا يجْتَمِعُ في غيرِها، من قيامٍ،
وركوعٍ، وسُجودٍ، وتِلاوةٍ للقرآنِ، وتعظيمٍ لله عز وجل، وتنزيهٍ له من النَّقائصِ
والعيوبِ: «سُبحانَ ربِّي العَظيم»، «سبحانَ ربِّي الأعْلَى»، وفيها دعَاءٌ: دعاءُ
العبادةِ، ودعاءُ المسألةِ.
فهي عبادَةٌ
عظيمَةٌ، ولذَلكَ عرَّفهَا العلماءُ، بأنَّهَا أفعالٌ وأقوالٌ مفتتحَة
بالتَّكبيرِ، ومُختتمَة بالتَّسليمِ، هذه هي الصَّلاةُ في الشَّرعِ ([1]).
أمَّا الصَّلاة في
اللُّغةِ: فهي الدُّعاءُ ([2])، قال جل وعلا: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ
صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ
صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [التوبة: 103] أي: ادْعُ
لهُم.
أمَّا في الشَّرعِ: فهي عبادَةٌ ذاتُ
أفعالٍ وأقوالٍ، مفْتتحَةٌ بالتَّكبيرِ، مُختتمةٌ بالتَّسليمِ.
وممَّا يدُلُّ على
عِظَمِ الصَّلاةِ ومكانَتِها عندَ اللَّهِ سبحانه وتعالى: أنَّهُ فرضَها على
عبدِهِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وعلى أمَّتِه ليلَة المعراجِ، حينَ عرجَ
بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، من بيْتِ المَقْدسِ إلى السَّمواتِ العُلا،
وجاوَزَ السَّبع الطِّباق، وفُرِضَت عليه صلى الله عليه وسلم في تلك اللَّيلةِ،
بدُون واسِطةِ جبريلَ، وذلك قبلَ الهجرةِ في مكَّةَ.
وصلاَّها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في مكَّةَ، قبلَ الهجرةِ، أمَّا بقيَّة أركانِ الإسلامِ كالزَّكاةِ والصِّيامِ والحجِّ، فهي إنّما شُرعَتْ بعدَ الهجرةِ.
([1])انظر: «الإقناع» (1/ 113).