×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

والصَّلاةُ هي الصِّلةُ بين العبدِ وبين ربِّه سبحانه وتعالى، ومن ترَكَها متعمِّدًا فقَد كفَرَ، كُفرًا يُخرجُهُ من المِلَّةِ؛ ولهذا يقولُ بعضُ السَّلفِ: لم يكُن شيءٌ من الأعمالِ تَرْكُه كُفر إلاَّ الصَّلاة.

وذلكَ؛ في الأدلَّةِ من الكتَابِ والسُّنَّة:

قالَ جل وعلا - في المُشرِكين-: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ [التوبة: 5]، وفي الآيةِ الأُخرى: [التّوبَة: 11]، فدلَّ على أنَّ الَّذِي لا يقِيمُ الصَّلاةَ لَيس من إٍخوانِنَا في الدِّينِ، ومعناه أنَّه كافِرٌ.

وقال تعَالى: ﴿كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ ٣٨ إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ ٣٩ فِي جَنَّٰتٖ يَتَسَآءَلُونَ ٤٠ عَنِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ٤١ مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ [المدثر: 38- 43] فأوَّلُ جوابٍ بدَأُوا به أنَّهم لم يَكُونوا من المصلِّين.

وقالَ جل وعلا في الكفَّارِ: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ ٤٨ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ [المرسلات: 48- 49].

وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ»، روَاهُ مسلمٌ ([1]).

وقالَ: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»، روَاهُ أهلُ السُّنن ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (82).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (2621)، والنسائي رقم (463)، وابن ماجه رقم (1079) وأحمد رقم (22937).