والصَّلاةُ هي الصِّلةُ
بين العبدِ وبين ربِّه سبحانه وتعالى، ومن ترَكَها متعمِّدًا فقَد كفَرَ، كُفرًا
يُخرجُهُ من المِلَّةِ؛ ولهذا يقولُ بعضُ السَّلفِ: لم يكُن شيءٌ من الأعمالِ
تَرْكُه كُفر إلاَّ الصَّلاة.
وذلكَ؛ في الأدلَّةِ
من الكتَابِ والسُّنَّة:
قالَ جل وعلا - في
المُشرِكين-: ﴿فَإِن
تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ
سَبِيلَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 5]، وفي الآيةِ الأُخرى: [التّوبَة: 11]، فدلَّ على أنَّ الَّذِي
لا يقِيمُ الصَّلاةَ لَيس من إٍخوانِنَا في الدِّينِ، ومعناه أنَّه كافِرٌ.
وقال تعَالى: ﴿كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا
كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ ٣٨ إِلَّآ
أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ ٣٩ فِي
جَنَّٰتٖ يَتَسَآءَلُونَ ٤٠ عَنِ
ٱلۡمُجۡرِمِينَ ٤١ مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ
٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: 38- 43]
فأوَّلُ جوابٍ بدَأُوا به أنَّهم لم يَكُونوا من المصلِّين.
وقالَ جل وعلا في
الكفَّارِ: ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ ٤٨ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ﴾ [المرسلات: 48- 49].
وقال النَّبيُّ صلى
الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ
الصَّلاَةِ»، روَاهُ مسلمٌ ([1]).
وقالَ: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»، روَاهُ أهلُ السُّنن ([2]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (82).