وممَّا يدلُّ على
عظمَةِ الصَّلاة عندَ اللَّه سبحانه وتعالى: أنّ اللَّهَ أمر ببنَاءِ المساجدِ
لها، وشرعَ الأذانَ والنِّداءَ لها، قال جل وعلا: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ
يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ
لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ
ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ﴾ [النور: 36- 37].
فهَذا ممَّا يدلُّ
على عظمَةِ هذه الصَّلاة ومكانتها وأهمِّيتها، ومعَ هذَا يتساهَلُ فيها الكثِيرُ
ممَّن يدَّعونَ الإسلامَ:
فمنهم؛ من لا يصلِّي
مُطلقًا ويقولُ: الإسلام ليسَ صلاةً فقط، ويتركُونَ الصَّلاة متعمِّدينَ.
ومنهم، من يصلِّي
ولكن يخرجها عن وقْتِها الَّذِي شرعَ اللَّهُ أن تؤدَّى فيه متعمِّدًا للتَّأخيرِ،
وهذا داخِلٌ في قولِه: ﴿فَخَلَفَ
مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ﴾ [مريم: 59]، يعني:
أضاعُوا وقْتَها، بدليلِ الآيةِ الأخْرى، قال جل وعلا: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4- 5]
فسمَّاهُم مصلِّينَ ولكنَّهُم عن صلاَتِهم سَاهُون، يعني: أنَّهُم يؤخِّرُونَها عن
وَقْتِها من غَيرِ عذرٍ شرعيٍّ.
واللهُ جل وعلا
يقولُ: ﴿إِنَّ
ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103] أي: مَفْرُوضًا في الأوقاتِ، كلُّ صلاةٍ لها وقتٌ مبينٌ، كما
سيأْتي.
فمن النَّاسِ، من
يصلِّي، لكنَّه لا يصلِّيها على الوجْهِ المشروعِ.
ومنهم، من يصلِّي، ولكنَّه لا يتمُّ صلاتَهُ، بالطَّمأنينةِ، بل ينقُرُها نقْرًا، ولا يَطمَئِنُّ فيها، فهَذا لا تجْزِئُه صلاتُهُ.