×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

قالَ صلى الله عليه وسلم في حديثِ المُسيءِ الَّذِي دخلَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم المسجِدَ، فصلَّى ثُمَّ جاءَ وسلَّم على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فردَّ عَليه السَّلام، وقال له: «صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فَرَجَعَ وَصَلَّى، ثُمَّ جاءَ فسلَّم على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فردَّ عَليه السَّلام، وقال له: «صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، ثُمَّ عادَ وصلَّى، ثُمَّ جاءَ وسلّم على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فردَّ عَليه السَّلام، وقال له: «صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فقال الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبيًّا لاَ أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، فَعَلِّمْنِي، قالَ لَه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا» ([1]).

فسمَّاهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم «غَيرَ مُصَلٍّ»؛ لأنَّه لم يطمئنَّ في صلاتِه.

ومن النَّاسِ، من يصلِّي ولكن لا يحضُرُ قلبُه في الصَّلاةِ، هو في وَادٍ، والصَّلاةُ في وادٍ آخر، إنَّما يصلِّي بجسْمِه ولا يصلِّي بقلْبِه، قلبه مَشغُولٌ بأعمَالِ الدُّنيا، وبالهَواجِسِ والأفكَارِ، ولا يذُوقُ طعمًا للصَّلاةِ، هذَا لا يؤْمرُ بالإعادةِ؛ لأنَّه صلَّى في الظَّاهرِ، ولكن ليسَ له أجرٌ من صلاتِه إلاَّ بقدرِ ما عقِلَ منها، وبقَدْرِ ما حضرَ قلبُهُ فيها.

ومن النَّاسِ؛ من يصلِّي، لكن لا يُصلِّي مع الجماعةِ، بل يصلِّي في بيتِهِ أو في أيِّ مكانٍ، وهُو يسمَعُ الأذانَ ولا يخرجُ، ويقول: الجماعةُ سنَّة! والرَّسولُ صلى الله عليه وسلم جاءَهُ رجلٌ أعْمَى، فقالَ له: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّنِي رَجُلٌ أَعْمَى، وَلَيْسَ لِي قَائِدٌ يُلاَئِمُنِي، والمدينَةُ كَثيرة الهوامِ،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (724)، ومسلم رقم (397).