يُقاتَلُ أهلُ
بلدٍ تركُوهما، وتحْرُمُ أجْرتهما، لا رِزْقَ من بيتِ المالِ لعدمِ متطوِّعٍ.
ويكونُ المؤذِّن
صيِّتًا، أَمينًا، عالمًا بالوقتِ.
****
«يقاتَلُ أهلُ بلدٍ تركوهما» لأنَّهما
فرضُ كفايةٍ، فإذا أصرَّ أهلُ البلدِ على تركِ الأذانِ وتواطَئُوا على تركِه، وجبَ
على وليِّ الأمرِ أن يقاتِلَهم؛ لأنَّهم ترَكُوا شعيرةً من شعائرِ الإسلامِ
الظّاهرةِ.
«وتحرمُ أجْرتهما»؛ لأنَّ الأذانَ
عبادةٌ، ولا يجوزُ أن يقصدَ به طمع الدّنيا، «لا رزْقَ من بيتِ المالِ» بأن
فرضَه وليُّ الأمرِ للمؤذِّنين من أجلِ أنْ يتفرَّغوا للقيامِ بهذه المُهمَّة؛
لأنَّهم بحاجةٍ إلى الإنفاقِ على أنفسِهم وعلى أولادِهم، فهَذا لا بأسَ به، وهذا
لا يسمَّى أُجرةً، وإنّما هو رزقٌ من بيتِ المالِ.
«لعدمِ متطوِّعٍ» أي: إذا وُجِد من
يقومُ بالأذانِ والإقامةِ بدونِ شيءٍ؛ فإنَّه يقدَّم.
هذه صفاتُ المؤذِّن:
أولاً: أن يكونَ «صَيّتًا»
يعني: رَفيع الصَّوتِ من أجلِ أن يبلِّغَ النَّاسَ الأذانَ، أمَّا إذا كانَ صوتُه
خافتًا، فهَذا لا يحصلُ به المقصودُ.
ثانيًا: أنْ يكونَ «أميِنًا» على الوقتِ، بأن لا يؤذِّن إلاَّ إذا دخلَ الوقتُ؛ لئلاَّ يغرَّ النَّاس في صيامِهم وعباداتهم، فلا يؤذِّن قبلَ دخولِ الوقت، وكذلكَ لا يؤخِّر الأذانَ بعدَ دخولِ الوقتِ؛ لئلاَّ يتأخَّرَ النَّاسُ في الصِّيامِ عن وقتِ السَّحرِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد