فإن تشاحَّ فيه
اثنانِ، قدَّمَ أفضلَهُما فيه، ثمَّ أفضلهُمَا في دينِه وعقلِهِ، ثمَّ من يختَارُه
الجيرانُ، ثمَّ قرعة.
****
ويكونُ أمينًا أيضًا
على عوراتِ النَّاس؛ لأنَّه يؤذِّن مرتفِعًا، وربَّما يطلُّ على البيوتِ، فيجبُ أن
يكونَ أمينًا فلا ينظرُ إلى بيوتِ النَّاسِ.
ثالثًا: أن يكونَ «عالمًا
بالوقتِ» ليتحرَّاه، فيؤذِّن في أوَّله؛ لأنَّه إذا لم يكن عالمًا بالوقتِ، لا
يؤمَنُ منه الخطأُ.
«فإنَّ تشاحَّ فيه
اثنانِ» إذا توافَرت هذه الصِّفات المذْكُورة في عددٍ من الرِّجالِ؛ فإنَّه يقدَّم
المتطوِّعُ منهم، كما سبقَ.
ثم «قدَّم أفضلَهما
فيه»، أي: في الأذانِ ممَّن تتوفَّر فيه الصِّفات أكثرُ من غيرِه.
«ثمَّ أفضلَهُما في
دينِه وعقْلِه»؛ لأنَّه أكثر أمانةً؛ لحديثِ: «لِيُؤَذِّنْ لَكُمْ خِيَارُكُمْ» ([1]).
«ثمَّ من يختارُهُ
الجيرانُ» بأن يُستَفتى الجيرانُ؛ لأنَّ الأذانَ لهم وهُم أعلمُ بمَن يبلِّغهم
صوتَه.
«ثمَّ قرعة» فإذا تساووا في
كلِّ هذه الأمورِ من غيرِ مرجِّحٍ، فإنّها تضربُ القرعةُ فمن خرجَت له يقدَّم.
والقرعةُ؛ حلٌّ شرعيٌّ عند اشتباهِ الأمورِ، استعمَلَها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ([2]) واستعملها الأنبياءُ من قبلِهِ.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (590)، وابن ماجه رقم (726)، والطبراني في «الكبير» رقم (11603).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد