×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وهُو خَمْس عشْرةَ جملةً، يرتِّلها على عُلوٍّ، متطهِّرًا، مستقبِلَ القبلة، جاعلاً أصبعيه في أُذنَيهِ، غير مُستديرٍ، مُلتفِتًا في الحيعلَةِ يمينًا وشمالاً، قائلاً بعدهُمَا في أذانِ الصُّبح: «الصَّلاةُ خيرٌ منَ النَّومِ» مرَّتين.

****

«وهُو خَمْسَ عشْرةَ جملةً» وتفصِيلها: أنَّ التَّكْبيرَ أربع مرَّاتٍ، وشهادة «أن لاَّ إله إلاَّ اللَّه» مرَّتانِ، وشهادة «أنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّه» مرَّتانِ، و«حيَّ على الصَّلاةِ» مرتانِ، و«حيَّ على الفلاحِ مرتانِ»، والتكبيرُ مرَّتانِ، والتَّهليلُ مرَّة واحِدة؛ هذه خمس عشرة جملةً.

هذه صفةُ الأذانِ الثَّابتة المتواترة عن رسولِ اللَّه ِ صلى الله عليه وسلم، والَّتِي عليهَا عملُ المسلمِينَ خَلفًا عن سلفٍ.

وأمّا زيادَةُ «حيَّ على خيرِ العملِ»، فهذه لم تَثبُت عن الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فهي من ابتِدَاعِ الشِّيعةِ، مثل قولهم: «أشهدُ أنَّ عليًّا وليُّ اللَّهِ».

«يرتّلها» يترسَّل ويتمهَّل في إلقائِها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لبلالٍ: «إِذَا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ» ([1]).

«على علوٍّ» يكونُ المؤذِّنُ على مكانٍ مرتفعٍ، إمَّا سطح وإمَّا منارة؛ لأجلِ أن يكونَ أبلغ في الإعلامِ ليسمعَه النَّاس، فقد كان بلالُ يؤذِّنُ على سطحِ منزلٍ حولَ مسجدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهُو أعلى البيوتِ الَّتِي حولَ المسجدِ ([2])، والآنَ لمَّا وجدت مكبِّرات الصَّوتِ حصلَ المقصودُ.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (195)، والحاكم رقم (732)، والبيهقي رقم (1858).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (519).