×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ويليه وقتُ المغرب: إلى مغيبِ الحُمْرة. ويُسَنُّ تعجيلُها، إلاَّ ليلة جمعٍ لمن قصَدَها مُحْرِمًا.

****

«ويُسَنُّ تعجيلها»؛ لأنَّهم كانوا يصلُّون مع النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم يذهبون إلى رحالِهم في العوالي، والشَّمس حيّةٌ؛ فدلَّ على أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يُبَكِّرُ بها.

«ويليه وقت المغرب: إلى مغيب الحمرة» يلي وقت العصرِ وقت المغرب، فإذا غربَتِ الشَّمسُ دخل وقتُ المغرب، ويستمرُّ إلى مغيبِ الشَّفقِ الأحمر؛ لأنَّ الشَّفقَ بياضٌ تُخالِطُه حُمْرة، ثم تذهبُ ويبقَى بياضٌ خالصٌ، فإذا غابَ الشَّفقُ الأحمرُ فقد انتهى وقتُ المغرب.

«ويسنّ تعجيلها» أي: المغرب؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُعَجِّلها، فكان إذا أذَّن المؤذِّنُ ابتدروا السَّواري يُصلُّون قبلَ المغرب، ثم يأتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم فتُقَام الصّلاة ([1]).

«إلا ليلة جمعٍ» وهي مزدلفة، تسمَّى«جمعًا»؛ لأنَّ الناسَ يجتمعون فيها، وتُسَمى «مزدلفة»؛ لأنَّ الناسَ يزدَلِفون إليها من عَرفة، وتُسمى بـ«المَشْعَر الحَرَام».

«لمن قصَدَها مُحْرمًا» أي: محرمًا بالحجّ، فيؤخّر المغرب؛ ليجمعها مع العشاء إذا وصل إلى مزدلفة؛ اقتداءً بالنّبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصلّيها في الطّريق إلاَّ إذا خاف خروجَ وقتِ العشاء، فإذا خاف خروجَ وقتِ العشاء فإنَّه يتوقَّف ويصلِّي الصَّلاتين في الطريق.

وقوله: «لمن قصدها مُحْرِمًا» أمّا من ليس بمُحْرِمٍ؛ فإنَّه يُصلِّي المغربَ في وقتِها.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (837).