ثم يأتي بالتشهدِ
الأول وهو:
«التّحيّات لله»، أي: جميعُ
التَّعظيمات لله عز وجل من الرُّكوع والسجود.
«والصّلوات»، أي: جميع
الصَّلوات الفرائض والنَّوافل لله عز وجل، ليس لأحدٍ فيها شِرك﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي
وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]، ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَٱنۡحَرۡ﴾ [الكوثر: 2]، فالصَّلواتُ كلُّها لله عز وجل، فرائضُها ونوافلُها.
وقيل: المراد بـ«الصَّلوات»:
جميعُ العبادات، كلُّها لله عز وجل، وهذا تذكُّر للتَّوحيد ونَفْي للشِّرك.
«والطّيبات» من الأقوالِ
والأفعال، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ
إلاَّ طَيِّبًا» ([1])، وقال عز وجل: ﴿ۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، والله
جل وعلا له الطَّيِّبات من الأقوالِ والأفعال، وكذلك الصَّدقات.
«السّلام عليك أيّها
النّبيّ ورحمة الله وبركاته»، هذا دعاء للنّبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّلامة من
جميع الآفات.
وقيل: معنى «السّلام»
أي: اسم اللهِ عليك؛ لأنَّ من أسماءِ الله «السَّلام»، وأتى بضميرِ الخطاب، مع
أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم ميِّتٌ من بابِ الاستحضار الذِّهنيّ، وهو اتباعٌ
لما وَرَد.
«السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين»، ثمّ بعدما يُسلِّم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، يسلم على كلِّ عبادِ الله الصّالحين من الملائكة، ومن
([1])أخرجه: مسلم رقم (1015).