ويستعيذُ -ندبًا- من عذابِ جهنَّم، ومن عذابِ القبر، وفتنةِ المَحْيا
والممات، وفتنةِ المسيح الدَّجَّال.
****
«كَمَا بَارَكْتَ
عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» وذلك بقولِه تعالى ﴿رَحۡمَتُ ٱللَّهِ
وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ﴾ [هود: 73]
«يستعيذ» أي: يطلبُ العوَذ،
وهو اللُّجوءُ إلى الله عز وجل.
«من عذاب جهنّم» وهي النَّار، وهذا
اسمٌ من أسمائها، ولها أسماء كثيرة: جهنَّم، النَّار، سَقَر، الهاوية، الجحيم،
السَّعير ([1]).
«ومن عذاب القبر» وقد تواترت في
ثبوتِ عذابِ القبر الأحاديث، وأجمعَ عليه أهلُ السُّنَّة والجماعة، ولم يُخالفْ
فيه إلاَّ المبتدعةُ كالمعتزلةِ الذين يُحكِّمون عقولَهم، أما أهلُ السُّنة
والجماعة؛ فإنَّهم لا يتدخلون في أمورِ الغيبِ بعقولِهم؛ لأنَّ عذابَ القبرِ من
أمورِ الغيبِ التي لا يعلمُها إلاَّ الله، بل ما أثبته الله أو رسوله أثبتُوه من
أمورِ الغيب، ومنها عذابُ القبر، فمن أنكرَه فهو مبتدعٌ ظالمٌ.
والقبر؛ إما روضةٌ
من رياض الجنّة، وإما حفرةٌ من حفر النّار، ويسمّى القبر: «البرزخ»؛ لأنّه فاصلٌ
بين الحياة الدنيا وبين الآخرة، فهو محطّة انتظار بين الدّارين: دار الدّنيا ودار
الآخرة.
«ومن فتنةِ المحيا والممات»، «المحيا» يعني: الدُّنيا؛ لأنَّ الإنسانَ مادام حيًّا في الدُّنيا فهو مُعرَّض للفتن، فأنت تسألُ اللهَ الثَّباتَ وألا تزيغ كما زاغ كثيرٌ من الخَلْقِ بعد أن عرفوا الحقَّ، فأنتَ تسألُ اللهَ الثَّبات على الحقّ.
([1])انظر: «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (10/ 21).