×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ومن «فتنة الممات» قيل: المراد ما يكونُ عند الاحْتِضَار؛ فإنَّ الإنسانَ قد يُختَم له بالخاتمةِ السيِّئة، فيكفُر باللهِ فيكون من أهلِ النار؛ لأنَّه يأتيه الشيطانُ في هذه الحالة، ويَعرِض عليه الأديان الكافرة، فرُبَّما يطيعه، فيُختَم له بخاتمةِ الكُفر.

﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَٰطِينِ ٩٧ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ [المؤمنون: 97- 98].

وقيل: المراد بفتنة الممات عذاب القبر.

والظّاهر - والله أعلم -؛ أنَّه يشملُ ما يكون عند الاحتضار وما يكون في القبر من العذاب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذِهِ الأُْمَّةَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ» ([1]).

وذلك؛ عندما يأتيه الملكان، فيقولان له: مَن ربُّك وما دينُك، ومن نبيّك؛ فإذا قال: ربِّي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمَّد صلى الله عليه وسلم، نجا وأفلح وصار قبرُه روضةً من رياض الجنَّة، وإن تلجْلَج ولم يستطعِ الجواب، وقال: ها ها لا أدري، سمعت النَّاس يقولون شيئًا فقلته؛ فإنَّه - والعياذُ بالله يضيقُ عليه قبرُه، ويفتح عليه باب إلى النّار، ويأتيه من عذابِ النَّار ([2]).

«ومن فتنة المسيح الدّجّال» وهو الذي يخرُج في آخرِ الزَّمان، يخرُج في اليهودِ ويتبِعُه اليهود، ويأتي بفتنةٍ عظيمةٍ لا يسلم منها إلاَّ أهلُ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2867).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4753)، وابن ماجه رقم (1548)، وأحمد رقم (18557).