ويدعو بما ورد،
ثمّ يسلّم عن يمينه: «السلام عليكم ورحمة الله»، وعن يساره كذلك. وإن كان في
ثلاثيّةٍ أو رباعيةٍ نهض مكبّرًا بعد التّشهّد الأوّل، وصلّى ما بقي كالثّانية بـ
«الحمد» فقط، ثمّ يجلس في تشهّده الأخير متورّكًا، والمرأة مثله، لكن تضمّ نفسها
وتسدل رجليها في جانب يمينها.
****
ثمّ بعد ذلك «يدعو بما ورد»
في الكتاب والسّنّة، ومنه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ
وَالمَغْرَمِ» ([1])، ﴿يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا
فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 201]، ﴿رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ
ٱلنَّاسِ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ﴾ [آل عمران: 9].
أو يدعو بغير ذلك
ممّا ورد في الكتاب والسّنّة، أو بما يوافق الكتاب والسنة؛ لأنّ النّبيّ صلى الله
عليه وسلم قال: «ثُمَّ لِيَخْتَرْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ» ([2])، فيدعو الإنسان
بصلاح دينه، وبصلاح دنياه، ويدعو لنفسه وللمسلمين، الأحياء والأموات، ويكثر من
الدعاء؛ لأنّ الدّعاء داخل العبادة أفضل من الدّعاء خارج العبادة.
«ثمّ يسلّم عن يمينه»، يعني يقول: «السلام عليكم ورحمة الله»، ثمّ «عن يساره كذلك»؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» ([3]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (798)، ومسلم رقم (589).