ثمَّ يقبض كوع
يُسراه تحتَ سُرَّتِه وينظر مسجده.
ثمّ يقول:
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّك،
وَلاَ إِلَهَ غَيْرُك»، ثمّ يستعيذ، ثمَّ يُبَسمل سرًّا وليستْ من الفاتحة.
****
«ثمَّ يقبِضُ كوعَ يُسْراه
تحتَ سُرَّته» إذا كبَّر تكبيرةَ الإحرامِ على الصِّفةِ التي مرَّت؛ فإنَّه يُستحَبُّ له
أن يقبضَ كوعَ يُسْراه، وهو مَفْصِلٌ، بيدِه اليمنى ويضعهما تحتَ سرَّته؛ لأنَّ
هذا وَرَد عن عليٍّ أنَّه قال: من السُّنَّة وَضْعُ اليدين تحتَ السُّرَّة في
الصَّلاة ([1]).
لكنّ؛ الصّحيح أنه يضع
يديه على صدره ([2])، وهذا من سنن
الصّلاة، فلو صلّى مسبلاً يديه إلى جنبيه، فلا بأس؛ لأنّه تاركٌ سنّةً.
«وينظر مسجده» أي: ينظر المصلِّي
إلى موقع سجوده، فلا يسرح نظره أمامه؛ لأنَّ هذا يَشغَله عن الصّلاة.
هذه من سُنن
الأقوال، ويُسمَّى الاستفتاح، وهو أن يقول: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ
وَبِحَمْدِك، وَتَبَارَكَ اسْمُك، وَتَعَالَى جَدُّك، وَلاَ إِلَه غَيْرُك».
وإن أتى باستفتاحٍ
آخر ممّا ثبت عن النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، جاز ذلك.
ومعنى: «سبحانك»:
تنزيه الرّبّ عمّا لا يليق به.
«وبحمدك» أي: سبّحتك بحمدك وفضلك وإحسانك؛ فتسبيحك لله من نعم الله عليك وتوفيقه لك.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (756)، وأحمد رقم (875)، والدارقطني رقم (1102).