×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

«وتبارك اسمك» أي: البركةُ تُنال بذكرك؛ لأنَّ اسمَ اللهِ مباركٌ، وكلُّ أسماءِ اللهِ جل وعلا مباركةٌ، إذا ذُكرَت على الأفعال أو على الأشياء بارك اللهُ فيها، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرحمن: 78]، فأسماء الله مباركةٌ.

ومعنى «اسمك» أي: جميع أسمائك؛ لأنَّ المفردَ إذا أضيف يعمّ.

«وتعالى جدّك» «الجدّ»: العظمة، ويُراد بالجدِّ أيضًا الغنى، ضدَّ الفقر، والمراد به هنا العظمة، أي: تعالَت عظمتك، ﴿وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا [الجن: 3] أي: جلّت عظمته عز وجل.

«ولا إله غيرك» أي: لا معبودَ بحقٍّ سواك.

أمّا من يقول: إنّ معنى «لا إله غيرك»، أي: لا معبود سواك؛ فهذا غلطٌ؛ لأنَّ المعبودات كثيرةٌ، لكن لا يعبد بحقٍّ إلاَّ الله عز وجل.

«ثمّ يستعيذ» إذا فرغ من الاستفتاح يأتي بالاستعاذة، فيقول: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم»، كما كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يفعل ([1])، هذا من سُنن الأقوال، وكما في قولِه تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ [النحل: 98].

«ثمّ يبسمل» أي: يقول: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم».

«سرّا» أي: بدونِ رفعِ الصَّوت.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (775)، والترمذي رقم (242)، والنسائي رقم (900)، وأحمد رقم (11473).