«وتبارك اسمك» أي: البركةُ تُنال
بذكرك؛ لأنَّ اسمَ اللهِ مباركٌ، وكلُّ أسماءِ اللهِ جل وعلا مباركةٌ، إذا ذُكرَت
على الأفعال أو على الأشياء بارك اللهُ فيها، واللهُ جل وعلا يقول: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ
ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ [الرحمن: 78]، فأسماء الله مباركةٌ.
ومعنى «اسمك» أي:
جميع أسمائك؛ لأنَّ المفردَ إذا أضيف يعمّ.
«وتعالى جدّك» «الجدّ»: العظمة،
ويُراد بالجدِّ أيضًا الغنى، ضدَّ الفقر، والمراد به هنا العظمة، أي: تعالَت
عظمتك، ﴿وَأَنَّهُۥ
تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا﴾ [الجن: 3] أي: جلّت عظمته عز وجل.
«ولا إله غيرك» أي: لا معبودَ
بحقٍّ سواك.
أمّا من يقول: إنّ
معنى «لا إله غيرك»، أي: لا معبود سواك؛ فهذا غلطٌ؛ لأنَّ المعبودات كثيرةٌ، لكن
لا يعبد بحقٍّ إلاَّ الله عز وجل.
«ثمّ يستعيذ» إذا فرغ من
الاستفتاح يأتي بالاستعاذة، فيقول: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم»،
كما كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يفعل ([1])، هذا من سُنن الأقوال،
وكما في قولِه تعالى: ﴿فَإِذَا
قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98].
«ثمّ يبسمل» أي: يقول: «بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم».
«سرّا» أي: بدونِ رفعِ الصَّوت.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (775)، والترمذي رقم (242)، والنسائي رقم (900)، وأحمد رقم (11473).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد