×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

فمَنْ تَرَكَ شَرْطًا لِغَيْرِ عُذْرٍ -غَيْرَ النِّيَّةِ؛ فَإِنَّهَا لاَ تَسْقُطُ بِحالٍ- أَوْ تعَمَّدَ تَرْكَ رُكْنٍ أَوْ واجِبٍ؛ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ؛ بِخِلاَفِ الباقِي.

ومَا عَدا ذلِكَ سُنَنُ أَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ، ولاَ يُشْرَعُ السُّجُودُ لِتَرْكِهِ، وَإِنْ سَجَدَ فَلاَ بَأْسَ.

****

«وَمَا عَدَا الشَّرَائِط» التِّسْعَة الَّتِي مرَّتْ، «وَالأَرْكَان» الأَرْبَعَةَ عَشَرَ الَّتِي مَرَّتْ، «وَالواجِبَاتِ» الثَّمَانِيَة الَّتِي مَرَّتْ؛ «سُنَّةٌ» أيْ سُنَنُ أَقْوَالٍ وَأَفْعالٍ.

وَ«السُّنَّةُ»: مَا يُثَابُ فاعِلُها، ولاَ يُعَاقَبُ تَارِكُها.

«فَمَنْ تَرَكَ شَرْطًا لِغَيْرِ عُذْرٍ - غَيْرَ النِّيَّةِ؛ فَإِنَّهَا لاَ تَسْقُطُ بِحَالٍ» أي: مَنْ تَرَكَ النِّيَّةَ، فَلاَ تَصِحُّ صَلاَتُهُ مُطْلَقًا؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1]).

فَالنِّيَّةُ لاَ تسْقُطُ، لاَ سَهْوًا، ولاَ عَمْدًا، ولاَ جَهْلاً.

أَمَّا بَقِيَّةُ الشُّرُوطِ؛ فَإِنَّهُ إِذَا عَجَزَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا فَإِنَّهُ يَسْقُطُ؛ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([2]).

«أَوْ تعَمَّدَ تَرْكَ رُكْنٍ أَوْ واجِبٍ؛ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ؛ بِخِلاَفِ البَاقِي» وأمَّا الواجِبُ؛ فَإِنَّهُ إِنْ تَرَكَهُ عَمْدًا بَطَلَتْ صَلاتُهُ، وَإِنْ تَرَكَهُ سَهْوًا فَإِنَّهُ يُجْبَرُ بِسُجُودِ السَّهْوِ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6858)، ومسلم رقم (1337).