فمَنْ تَرَكَ
شَرْطًا لِغَيْرِ عُذْرٍ -غَيْرَ النِّيَّةِ؛ فَإِنَّهَا لاَ تَسْقُطُ بِحالٍ-
أَوْ تعَمَّدَ تَرْكَ رُكْنٍ أَوْ واجِبٍ؛ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ؛ بِخِلاَفِ الباقِي.
ومَا عَدا ذلِكَ
سُنَنُ أَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ، ولاَ يُشْرَعُ السُّجُودُ لِتَرْكِهِ، وَإِنْ
سَجَدَ فَلاَ بَأْسَ.
****
«وَمَا عَدَا الشَّرَائِط» التِّسْعَة الَّتِي
مرَّتْ، «وَالأَرْكَان» الأَرْبَعَةَ عَشَرَ الَّتِي مَرَّتْ، «وَالواجِبَاتِ»
الثَّمَانِيَة الَّتِي مَرَّتْ؛ «سُنَّةٌ» أيْ سُنَنُ أَقْوَالٍ وَأَفْعالٍ.
وَ«السُّنَّةُ»: مَا
يُثَابُ فاعِلُها، ولاَ يُعَاقَبُ تَارِكُها.
«فَمَنْ تَرَكَ
شَرْطًا لِغَيْرِ عُذْرٍ - غَيْرَ النِّيَّةِ؛ فَإِنَّهَا لاَ تَسْقُطُ بِحَالٍ» أي: مَنْ تَرَكَ
النِّيَّةَ، فَلاَ تَصِحُّ صَلاَتُهُ مُطْلَقًا؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا
الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1]).
فَالنِّيَّةُ لاَ
تسْقُطُ، لاَ سَهْوًا، ولاَ عَمْدًا، ولاَ جَهْلاً.
أَمَّا بَقِيَّةُ
الشُّرُوطِ؛ فَإِنَّهُ إِذَا عَجَزَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا فَإِنَّهُ يَسْقُطُ؛
لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([2]).
«أَوْ تعَمَّدَ تَرْكَ رُكْنٍ أَوْ واجِبٍ؛ بَطَلَتْ صَلاَتُهُ؛ بِخِلاَفِ البَاقِي» وأمَّا الواجِبُ؛ فَإِنَّهُ إِنْ تَرَكَهُ عَمْدًا بَطَلَتْ صَلاتُهُ، وَإِنْ تَرَكَهُ سَهْوًا فَإِنَّهُ يُجْبَرُ بِسُجُودِ السَّهْوِ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).