وَعَمَلٌ
مُسْتَكْثَرٌ عَادَةً مِنْ غَيْرِ جِنْسِ الصَّلاَةِ يُبْطِلُهَا عَمْدُهُ
وَسَهْوُهُ، وَلاَ يُشْرَعُ لِيَسِيرِهِ سُجُودٌ.
****
تنْبِيهَهُم يُفِيدُ
غلَبَةَ الظَّنِّ، أمَّا إِذَا كانَ جازِمًا بصوابِ نفسِهِ؛ فإنَّهُ لاَ يرجع
لتنبيههم؛ لأَِنَّه متيقّن، وتنْبِيهُهُمْ يُفِيدُ غلَبَةَ الظَّنِّ، فلاَ يَرجِعُ
وهُوَ مُتَيَقِّنٌ لغَلَبَةِ ظَنٍّ.
أمَّا إِنْ كانَ
جاهِلاً؛ فإنَّهُ يُعْذَرُ إِذَا استمَرَّ فِي الزِّيادَةِ، وتَصِحُّ صلاتُهُ،
لكِنْ يسْجُدُ للسَّهْوِ.
والجَهْلُ؛ إمَّا
أنْ يكُونَ جهْلاً بالزِّيادَةِ، وإمَّا أنْ يكُونَ جهْلاً بالحُكْمِ، وكِلاَ
الجَهْلَيْنِ يُعْذَرُ بهِ، وتَصِحُّ صلاتُهُ، ولكِن يَسْجُدُ للسَّهْوِ.
أمَا المَأمُومُ
الذي ليسَ عِنْدَهُ عِلْمٌ أنَّها زائِدَةٌ؛ فإنَّهُ يقُومُ معَهُ، وإنْ كانَ
يعْلَمُ أنَّها زائِدَةٌ، وقامَ معَهُ يَظُنُّ أنَّهُ تلْزَمُه المُتابَعَةُ،
فهَذَا يُعْذَرُ بالجَهْلِ وصلاتُه صَحِيحَةٌ.
أمَّا إنْ تابَعَهُ
عالِمًا أنَّها زائِدَةٌ، وعالِمًا بالحُكْمِ الشَّرْعِيِّ؛ فإنَّها تُبْطِلُ
صلاةَ المَأمُومِ؛ لأَِنَّ الواجبَ علَيْهِ أنْ يَجْلِسَ، ولاَ يُتابِعه فِيمَا
يعْلَم زيادَتَهُ، ويتَشَهَّد، ثُمَّ إِنْ شاءَ فارَقَهُ، وسَلَّمَ لِنَفْسِهِ،
وإنْ شاءَ انتظرَ حَتَّى يُسَلِّمَ الإمامُ، ويُسلِّمَ معَهُ.
«وَعَمَلٌ
مُسْتَكْثَرٌ عَادَةً مِنْ غَيْرِ جِنْسِ الصَّلاَةِ يُبْطِلُهَا عَمْدُهُ
وَسَهْوُهُ، وَلاَ يُشْرَعُ لِيَسِيرِهِ سُجُودٌ» هَذَا هو النَّوعُ
الثَّانِي، وهو الزِّيادَةُ الفِعلِيَّة التي هي مِن غيرِ جِنسِ الصَّلاَةِ؛
كالمَشْي، وأخْذِ شيْءٍ وإعطائِهِ.
وهَذَا إنْ كانَ يَسِيرًا؛ كالحركةِ اليَسِيرَةِ، فهَذَا لاَ يَضُرُّ، ولاَ يُشْرَعُ له سُجودُ سَهْوٍ.