×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ، لاَ نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ»، وَيَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ.

****

«إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ» «لاَ يَذِلُّ»: بكسرِ الذَّال، من الذِّلَّةِ، وهي الهَوانُ، مَنْ والاهُ الله فَهُو عزيزٌ وكريمٌ، ولاَ أحدَ ينالُه بِسُوءٍ.

«وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ» بالعكسِ، مَنْ أذلَّهُ اللهُ فلاَ أحد يُعِزُّهُ ﴿وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ [الحج: 18].

«تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعالَيْتَ» هَذَا فِيه إثباتُ البركةِ للهِ، فِي اللهِ وأسمائِه وصفاتِه.

ومعْنَى «تبارَكْتَ»: يعْنِي: عَظُمَتْ ذاتُك وأسماؤُكَ وصِفاتُك، والبركةُ تُنالُ بذكر الله عز وجل.

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ» صِفتانِ مِن صفاتِ اللهِ؛ الرِّضا والسَّخَط، وأنْتَ تَعوذُ بِصِفَةِ الرِّضَا مِن صِفَةِ السَّخَطِ.

«وَبِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ» صِفَتَانِ للهِ؛ العُقوبَة والعَفْو، فأنتَ تسألُ اللهَ العَفْوَ، وتعوذُ بِه مِنَ العُقوبَةِ.

«وَبِكَ مِنْكَ» كذلِكَ أستَعِيذُ باللهِ منْهُ سبحانه وتعالى فإنَّهُ إِذَا أرادَ أحدًا بِسُوءٍ فلاَ مَرَدَّ لَهُ ﴿وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ [الرعد: 11]، فلاَ يُعيذُكَ مِنَ اللهِ إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

«لاَ نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ» هَذَا اعترافٌ بأنَّهُ لاَ أحَدَ - لاَ الرسولَ ولاَ غيرَهُ - يُحْصِي الثَّناءَ عَلَى اللهِ؛ لأَِنَّ نِعَمَ اللهِ كثيرةٌ ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ [النحل: 18]، فلاَ أحدَ يقُومُ بِشُكْرِ اللهِ عَلَى الوجْهِ المَطلوبِ؛


الشرح