×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

 لأَِنَّ العبدَ مُقصِّرٌ، ونِعَمُ اللهِ كَثِيرَةٌ، فهَذَا اعترافٌ بالعَجزِ عَنْ إحصاءِ الثَّناءِ عَلَى اللهِ عز وجل.

«أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» ردَّ الأمرَ إليْهِ سبحانه وتعالى؛ لأَِنَّهُ هو الذي يُثْنِي عَلَى نفسِهِ، وأمَّا العبدُ فإنَّهُ مُقصِّرٌ، ولاَ يُمْكِن أن يُحْصِيَ الثَّناءَ عَلَى اللهِ سبحانه وتعالى.

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ» يخْتِم هَذَا الدُّعاءَ العظِيمَ بالصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لأَِنَّ هَذَا من أسبابِ الإجابةِ.

«وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ» المُراد بـ«آل محمد» هنا أتباعُه صلى الله عليه وسلم عَلَى دينِهِ، أمَا آل محمد فِي الزَّكاةِ، فالمرادُ بِهِمُ المؤمنونَ مِن قرابَتِه ([1]).

«وَيَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ» إِذَا فرغَ مِن الدُّعاءِ يمْسحُ وَجْهَهُ بيدَيْهِ.

ومَسْحُ الوجهِ باليدَيْنِ بعد الدُّعاءِ وردَ فِيه أحاديثُ ([2])، ولكنَّها ضعيفةٌ لاَ تنهضُ للاستدلالِ، والأَولى أن لاَ يمسحَ وجْهَهُ؛ لعَدم ثُبوت الأحاديث بذلك، ولكن مَنْ مسحَ وجْهَهُ لاَ يُنْكَر عليه؛ لِمَا وردَ فِي هَذَا، وإن كانَ ضَعِيفًا ([3]).


الشرح

([1])انظر: «جلاء الأفهام» لابن القيم (164).

([2])منها: مَا أخرجه الترمذي رقم (3386).

([3])انظر: «تحفة الأحوذي» للمباركفوري (9/ 232).