×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

ويَحرُم أن يؤمَّ في مسجدٍ قبلَ إمامِه الرَّاتب، إلا بإذنِه أو عُذرِه.

****

 أن يُقرِّبوا من مسجدِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، وبلغ ذلك النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «يَا بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ» ([1]). أي: ابقوا في ديارِكم من أَجْلِ أن تُكتَبَ آثارُكم إلى المسجدِ ولو كانت بعيدة.

253 «ويَحرُمُ أن يؤمَّ في مسجدٍ قبلَ إمامِه الرَّاتِب» إذا كان للمسجدِ إمامٌ راتِب - أي: معيَّن للإمامةِ فيه - فإنَّه الأحقُّ بالإمامة، لا يجوزُ لأحدٍ أن يتقدمَ عليه وأن يؤمَّ الناس؛ لأن هذا من الاعتداءِ على حقِّ الإمامِ الرَّاتبِ للمسجد.

«إلاَّ بإذنِه أو عُذرِه» أي: إلاَّ في حالتين:

الحالة الأولى: إذا أَذِنَ لأحدٍ أن يصلِّيَ عنه فإنه يصلِّي؛ لأنَّه وكيل عنه؛ لأنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لما مرِضَ وكَّل أبا بكرٍ يصلِّي بالناس ([2]).

الحالة الثانية: إذا تأخَّر الإمامُ تأخُّرًا يشقُّ على المأمومين، أو يخْشَى من خروجِ الوقت، فلا بأسَ أن يتقدمَ مَن يصلِّي بهم؛ لأنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم - في غزوةِ تَبُوك - تأخَّر عن الحُضُور للصلاةِ بالنَّاس، فصلَّى بهم عبدُ الرحمنِ بن عوفٍ ثم جاء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وهم في الصَّلاة، فصلَّى خلفَ عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ، وقال: «أَحْسَنْتُمْ» ([3]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (665).

([2])أخرجه: البخاري رقم (633)، ومسلم رقم (418).

([3])أخرجه: مسلم رقم (274).