×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وتصِحُّ خلفَ مَن به سَلَسُ البَولِ بمثلِه، ولا تصِحُّ خلفَ مُحْدِثٍ ولا مُتنجِّسٍ يعلَمُ ذلك.

****

 مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ» ([1]).

فمَنَعهم صلى الله عليه وسلم أن يُصلُّوا خلفَه وهم قيام، وأمرَهم بالقُعُود؛ لأنَّه ابتدأ الصَّلاةَ بهم قاعدًا، فإذا ابتدأَ الصَّلاةَ بهم قاعدًا فيجِبُ عليهم القُعودُ من أوَّلِ الصَّلاة.

الحالة الثانية: أنَّه في مرَضِ موتِه صلى الله عليه وسلم أمَرَ أبا بكرٍ أن يُصلِّيَ بالنَّاس، فبدأ الصَّلاةَ بالمسلمين، ثم إنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أحسَّ في نفسِه خِفَّةً ونَشاطًا، فخرجَ إليهم صلى الله عليه وسلم وهم يُصلُّون، فتسلَّل ودخلَ عن يسار أبي بكرٍ، وأبو بكرٍ عن يمينِه، فجلس صلى الله عليه وسلم في مكانِ الإمام، وصار أبو بكرٍ والصحابةُ يقتدون به صلى الله عليه وسلم؛ النَّبيّ جالس وهم قيام ([2]).

فدلَّت الحالةُ الأُولى على أنَّ إمامَ الحيِّ إذا بدأ الصَّلاةَ قائمًا ثم عرَضَ له عارِضٌ فجلَس، فإنهم يُتِمُّون الصَّلاةَ خلفَه قيامًا.

ودلَّتِ الحالةُ الثانيةُ على أنَّه إذا بدأَ الصَّلاةَ بهم قاعدًا؛ فإنَّهم يقعدون خلفَه.

هذا هو الجَمْعُ بين الحَديثين، كما جَمَع الإمامُ أحمدُ رحمه الله بينهما بهذا الجمعِ الدَّقيق ([3]).

ثامنًا: «وتصِحُّ خلفَ من به سَلَس البَوْلِ بمثله» لا تصِحُّ إمامةُ من به سَلَس البَوْل - وهو نزولُ البَوْلِ دائمًا - إلاَّ بمثلِه مِمَّن هو


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (413).

([2])أخرجه: البخاري رقم (633)، ومسلم رقم (418).

([3])انظر: «المغني» (3/ 62 - 63).