لأن الله خلقه
معترفًا في فطرته لو سَلِمَتْ، ولكنّها غُيِّرت بعد ذلك، غيَّرتها شياطينُ الإنس
والجنِّ، وبدَّلت صلاحيـتها بالفساد، كما قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ
يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ
يُمَجِّسَانِهِ» ([1]). هذا يعني أنَّ
أصله موحِّد لو ترك على فطرته، فهو يقبل الحق ويتّبع الرسل بفطرته، ولكن لما
غُيِّرت فطرته فسدت، صار يقبل الباطل ويقبل الشرك؛ لأنه لم تبق له فطرة سليمة بسبب
إغواء شياطين الإنس والجن، الذين يدعون إلى الشرك والبدع والمحدثات، فهذا تغيير
طارئ على الفطرة، والـخِلْقة قد تتغير بسبب تغيُّر البيئة التي يعيشها والتربية
التي يتربّى عليها، ومن هنا يجب على الآباء أن يحافظوا على فطر أبنائهم، وأن
يبادروهم بالأمر بعبادة الله، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا
أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا
وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([2]).
والتربية الحسنة لها أهمية كبيرة في صلاح الذُّرية، كما أنَّ التربية السَّيئة لها مفعول العكس، ولهذا أمر الله الولد حينما يكبر والداه أن يبرهما، وأن يدعو لهما ويقول: «ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرًا»، فالتربية لها أهمية عظيمة في المحافظة على فطر الأولاد لتبقى سليمة، وقد شبّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك بالشاة تولد جمعاء، ليس فيها جَدْعاء،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد