×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

لكن أكثر ما يقال: إنه إذا ثبت أن هذا حسن يكون مستثنًى من العموم، وإلاّ فالأصل أنَّ كل بدعة ضلالة.

فقد تبيّن أن الجواب عن كل ما يُعارَض به من أنه حسن، وهو بدعة: إما بأنه ليس ببدعة، وإما أنه مخصوص، فقد سلمت دلالة الحديث.

وهذا الجواب عمّا ثبت حُسْنُه.

****

هذا هو الجواب الثاني: وهو أنه إذا ثبت أن هذا الذي يدّعون بأنه حسن، فنقول: الحسن داخل في السنن، فليس هو ببدعة، وإنما يكون سنّة حسنة تركها الناس، فجاء من يُـحييها كما فعل عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح، فإن كونها تصلى جماعة خلف إمام واحد سنة، والرسول صلى الله عليه وسلم تخلف عن أصحابه خشية أن تفرض عليهم، فهو لم يتخلف عنهم لأن ذلك غير مشروع، أو لأنَّ ذلك نُسِخَ، وإنما بيّن صلى الله عليه وسلم المانع له وهو خشيته من أن تفرض على المسلمين، فلما توفي صلى الله عليه وسلم انتفى خوف الفرضية وبقيت السّنية، وجاء عمر رضي الله عنه فأظهر هذه السنة وأعادها كما كانت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن المحذور انتفى؛ ولأنه ليس بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم تشريع ولا إيجاب أو تحريم.

قوله: «وإلاّ فالأصل أنَّ كل بدعة...». هذا قوله صلى الله عليه وسلم، فمن هو الذي يُعقب على قول الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: إنَّ هناك بدعة حسنة.

إذا قيل: الحسن ليس ببدعة وإنما هو سنة، نقول: أثبتوا لنا أنه حسن، فإذا ثبت أنه حسن فيقال: هذا داخل في المشروع؛ لأن البدعة ليست من الحسن.


الشرح