فقيام رمضان سُنة، لقوله: «وَسَنَنْتُ لَكُمْ
قِيَامَهُ» ([1]) ثم صلاتها خلف إمام
واحد هذا سنة أيضًا، فإنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وصلى بأصحابه ليالي
من رمضان وتخلَّف عنهم خشية أن تفرض عليهم، فكان تخلفه لعذر، وليس لأنها نسخت أو
أنها انتهت، بل لعذر زال بوفاته صلى الله عليه وسلم. فيعود الأمر كما كان، وهذا
الذي فعله عمر رضي الله عنه.
ومن الأدلة على أنّ
صلاة التراويح والاجتماع لها خلف إمام واحـد سنة، قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2])، ثم إنَّ الصحابة
من المهاجرين والأنصار لم يَعْتِبوا على عمر أن جمعهم على إمام واحد، بل وافقوه
وصلّوا خلف إمام واحد؛ وعمل المسلمين مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حجة.
ففي هذا الحديث أنه
كان صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر يطيل الصلاة، ففي ليلة قام بهم حتى خافوا
أن يفوتهم الفلاح، أي: السحور.
في هذا دليل على أنَّ فعل التراويح جماعة أفضل من صلاتها فرادى.
([1])أخرجه: النسائي رقم (2210)، وابن ماجه رقم (1328)، وأحمد رقم (1660).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد