في مكان واحد، ولقد
كان الصحابة يعتمدون على حفظه في الصدور، وإنما الكتابة حينذاك توثيق للقـرآن فقط،
فكانوا يعتمدون على حفظهم ويتناقلون القرآن عن طريق التلقي.
فلما جاءت وقعة
اليمامة مع مسيلمة الكذاب وأتباعه وكثُر القتل في القرّاء الذين يحفظون القرآن خشي
الصحابة ضياع شيء من القرآن إذا قُتل حفاظه، فأشاروا على أبي بكر أن يجمع القرآن
المكتوب من الـجهات المتفرقة، فجاء بزيد بن ثابت ومن معه، فجمعوا القرآن من
الأمكنة المتفرقة وجعلوه في حيّز واحد لئلا يضيع منه شيء؛ فهذا الجمع الثاني
للقرآن.
وهذا العمل من أبي
بكر رضي الله عنه لم يكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي كان على
عهد الرسول صلى الله عليه وسلم جمعه من خلال الكتابة دون الجمع في مكان واحد، فأبو
بكر جمعه لغرض صحيح وهو خشية أن يضيع منه شيء بقتل حفظته، فهذا الجمع أجمع عليه
الصحابة وأقرّوه، فكان القرآن مجموعًا في مكان واحد في عهد أبي بكر وعمر، فلما
تولّى عمر بن الخطاب بعد أبي بكر وآل إليه القرآن مجموعًا، كان عمر قد أودعه عند
ابنته حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها.
فلما كان عهد عثمان رضي الله عنه والقرآن لا يزال مجموعًا عند حفصة، وكان القرّاء مختلفين في قراءاتهم، هذا يقرأ بوجه من القرآن وهذا يقرأ بوجه آخر، فلاحظ ذلك حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وخاف أن يحصل في هذه الأمة ما حصل لبني إسرائيل من الاختلاف في كتابهم،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد