وقد علم أنَّ قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ
بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» لم يُرد به كل عمل مبتدأ، فإنَّ دين الإسلام، بل كل دين جاءت
به الرسل فهو عمل مبتـدأ، وإنما أراد: مـا ابتـدئ من الأعمال التي لم يشرعها هو
صلى الله عليه وسلم.
****
إنَّ عمله هذا بدعة،
وإنما يقال: إنَّ هذه سنة أحياها، فهو إحياء للسُّنة، فلا يقال: إنه أقام بدعة،
إلا من قبيل اللغة العربية، وهذا واضح - ولله الحمد - ولا يحتاج إلى أكثر من هذا،
فالكفار اعتبروا دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بدعة مخالفًا
لما هم عليه من دين الجاهلية.
قوله: «فالعمل الذي
يدل علىه الكتاب والسُّنة...» الذي ثبت في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فإنه ليس ببدعة وإن تأخر العمل به، وإن جهله الناس ولم يظهر إلاّ بعد مدّة،
فإنه سُنَّة ما دام له أصل في الكتاب أو السنة، لكن إذا ظهر وعرفه الناس قد يقال:
إنه بدعة لغوية لا بدعة شرعية، أو بدعة في عرف المخالفين له، كما قال القبوريون عن
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: إنها بدعة ومذهب خامس.
قوله: «فلفظ البدعة
في اللغة...». أي: لفظ البدعة في اللغة يكون في العبادات ويكون في العادات، ويكون في
الأشياء المستجدة، مثل المصنوعات وغير ذلك، فهي أعم من البدعة الشرعية، أما البدعة
اللغوية، فتكون في العبادات والعادات والمباحات والمستجدات، فقول عمر: «نعمت
البدعة هذه» هو من قبيل البدعة اللغوية.
أي: أنَّ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» لا يشمل البدع في العادات والمعاملات والمخترعات، وغير ذلك من الأمور الدنيوية
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد