عَنْهَا» ([1])، فهذا هو الذي
سبَّب تأخره صلى الله عليه وسلم أنه خشي الفرضيّة، وأمـا السُّنيّة فقد استقرت
وبقيت وهي صلاة التراويح جماعة، فإنه لم ينه عن ذلك.
وقوله: «فَصَلُّوا
فِي بُيُوتِكُمْ...» يعني: صلاة التراويح «فَإِنَّ أَفْضَلَ
صَلاَة المَرْءِ فِي بَيْتِهِ...» ([2])لأنَّ هذا أدعى إلى
الخشوع وأبعد عن الرياء، وفيه إحياء للبيت بذكر الله وطرد للشياطين، فينبغي للمسلم
أن يجعل جزءًا من صلاته في بيته من النافلة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوا
فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاَتِكُمْ، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا» ([3]) فلا شك أن صلاة
المرء النافلةَ في بيته أفضل، لكن صلاة التراويح لما كانت تُشرع لها الجماعة في
المسجد، صارت في الجماعة مع المسلمين أفضل من صلاته في البيت؛ لأنها شعيرة من
شعائر الإسلام يستحب إظهارها.
فعلم أنَّ الخروج لصلاة التراويح مستحب ومستمر، ولكنه هو بخصوصه صلى الله عليه وسلم لو خرج لخشي محذورًا وهو الفرضيّـة، أما خروج غيره فليس فيه هذا المعنى، ولذلك بقيت صلاة التراويح مستمرة إلى أن تقوم الساعة، ولا يزال المسلمون - ولله الحمد - يقيمونها بالمساجد، ولكن لما جاء بعض المتعالِـمين والجهال الآن صاروا يشككون بصلاة التراويح ويتلاعبون بها، وقد يحصل من بعض أئمة
([1])أخرجه: البخاري رقم (924).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد