فهذه البدع وأمثالها مستلزمة قطعًا أو ظاهرًا لفعل ما
لا يجوز. فأقل أحوال المستلزم، إن لم يكن محرمًا أن يكون مكروهًا، وهذا المعنى سار
في سائر البدع المحدثة.
ثم هذا الاعتقاد يتبعه أحوال في القلب من التعظيم،
والإجلال، وتلك الأحوال أيضًا باطلة، ليست من دين الله.
ولو فرض أنَّ الرجل قد يقول: أنا لا أعتقد الفضل، فلا
يمكنه مع التعبد أن يزيل الحال الذي في قلبه من التعظيم والإجلال، والتعظيم
والإجلال لا ينشأ إلاّ بشعور من جنس الاعتقاد. ولو أنه توهم أو ظن أن هذا أمر
ضروري، فإن النفس لو خلت عن الشعور بفضل الشيء امتنعت مع ذلك أن تعظمه. ولكن قد
تقوم به خواطر متقابلة.
فهو - من حيث اعتقاده أنه بدعة - يقتضي منه ذلك عدم
تعظيمه. ومن حيث شعوره بما روي فيه، أو بفعل الناس له، أو بأن فلانًا وفلانًا
فعلوه، أو بما يظهر له فيه من المنفعة، يقوم بفعله وتعظيمه.
فعلمت أنَّ فعل هذه البدع تناقض الاعتقادات الواجبة،
وتنازع الرسل ما جاؤوا به عن الله، وأنها تورث القلب نفاقًا، ولو كان نفاقًا
خفيفًا.
ومثلها مثل أقوام كانوا يعظمون أبا جهل، أو عبد الله بن أبي بن سلول، لرياسته وماله ونسبه وإحسانه إليهم، وسلطانه عليهم، فإذا ذمه الرسول أو بَيَّن نقصه، أو أمر بإهانته أو قتله، فمن لم يخلص إيمانه وإلاّ يبقى في قلبه منازعة بين طاعة الرسول التابعة لاعتقاده الصحيح، واتباع ما في نفسه من الحال التابع لتلك الظنون الكاذبة.
****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد