×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

فمن تدبر هذا علم يقينًا ما في حشو البدع من السموم المضعفة للإيمان، ولهذا قيل: إن البدع مشتقة من الكفر.

وهذا المعنى الذي ذكرته معتبر في كل ما نهى عنه الشّارع من أنواع العبادات التي لا مَزِيّةَ لها في الشرع، إذا جاز أن يتوهَّم لها مزية كالصَّلاة عند القبور، أو الذبح عند الأصنام ونحو ذلك، وإن لم يكن الفاعل معتقدًا للمَزِيَّة، لكن نفس الفعل قد يكون مظنّة للمزيّة.

فكما أنَّ إثبات الفضيلة الشرعية مقصود، فرفع الفضيلة غير الشرعية مقصود أيضًا.

****

من البدع المنهي عنها: البدعة الإضافية، وهي: أن يكون العمل في أصله مشروعًا ولكن يزاد عليه صفة أو يوقع في زمان أو مكان لم يعلقه الله به، فالمبتدع أضاف هذه الزيادة إلى شيء مشروع، فصار عمله هذا بدعة إضافية.

ومثال ذلك: الصلاة فهي مشروعة وهي من أفضل الأعمال، ولكن تخصيصها بزمان أو مكان لم يشرع الله ولا رسوله تخصيصه، فتخصيصه من البدعة، فمثلاً إذا صلّى عند القبور يريد الصلاة لله تعالى، ولكن ظنّ أن الصلاة عند القبر لها مزية وفيها فضل، نظرًا لأنَّ المقبور له فضل وله مكانة، فظنّ أنَّ الصلاة عند قـبره لها خاصيّة، وكذلك إذا دعا الله عز وجل عند القبر فالداعي يدعو الله عز وجل والدعاء مشروع، وهو أعظم أنواع العبادة، لكن إذا دعا عند القبر فهذا ممنوع؛ لأنَّ هذه إضافة شيء لم يشرعه الله تعالى، فالله لم يشرع الصلاة والدعاء عند القبور،


الشرح