×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

فإن قيل: هذا يعارضه أن هذه المواسم مثلاً فعلها قوم من أولي العلم والفضل الصِّديقـين فمَن دُونهم، وفيها فوائد يجدها المؤمن في قلبه وغير قلبه: من طهارة قلبه ورقَّته، وزوال آثـار الـذنوب عنه، وإجـابة دعائه ونحـو ذلك مع ما ينضم إلى ذلك من العمومـات الدالة على فضل الصلاة والصيام، كقوله تعالى: ﴿أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ ٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ [العلق: 9- 10] وقوله صلى الله عليه وسلم: «الصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ» ([1]) ونحو ذلك.

قلنا: لا ريب أن من فعلها متأولاً مجتهدًا أو مقلدًا، كان له أجر على حسب قَصْدِه وعلى عمله من حيث ما فيه من المشروع، وكان ما فيه من المبتدع مغفورًا له، إذا كان في اجتهاده أو تقليده من المعذورين، وكذلك ما ذكر فيها من الفوائد كلها، إنما حصلت لما اشتملت عليه من المشروع في جنسه، كالصوم والذكر والقراءة والركوع والسجود وحسن القصد في عبادة الله وطاعته ودعائه، وما اشتملت عليـه مـن المكروه، انتفى موجبـه بعفو الله عنه، لاجتهاد صاحبها أو تقليده، وهذا المعنى ثابت في كل ما يذكر في بعض البدع المكروهة من الفائدة، لكن هذا القدر لا يمنع كراهتها والنهي عنها والاعتياض عنها بالمشروع الذي لا بدعة فيه.

كما أنَّ الذين زادوا الأذان في العيدين هم كذلك.

****

هذه شُبهة يوردها أصحاب البدع، وهي أنهم يقولون: هذا الشيء الذي تقولون أنه بدعة فعله العالم الفلاني والعابد الفلاني مـمّن


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (223).