مشروع، أما مجرد أنه
حصل له المقصود، فهذا لا يعني صلاح فعله وعمله.
وسبب ثالث ذكره
الشيخ فيما سبق: أنَّ الشياطين قد تَـتَبدّى لهؤلاء في صور الموتى الذين هم عند قبورهم
فيقولون لهم: قضيت حاجتكم، أو نحن نسعى في قضاء حاجتكم، ويحضرون لهم أشياء غائبة،
فالشياطين تقدر على ما لا يقدر عليه الإنسان، فقد يحضرون لهم طعامًا أو نقودًا أو
ملابس يسرقونها من الناس ويقولون: هذه من الميت؛ يريدون أن يضلوا الناس بذلك، فيجب
الحذر من هذا الأمر.
والناحية الرابعة
الواردة في جواب الشيخ: أن هؤلاء الذين فعلوا هذا الفعل، وكان لهم فضل ومكانة
في العلم قال: هؤلاء مجتهدون ومخلصون لله عز وجل وقَصْدُهم حسنٌ، فهم جُوزُوا على
نياتهم ومقاصدهم لا على العمل غير المشروع، ولا ما لم يكن عليه دليل من كتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك إذا ما وجد
هذا الذي فعل الفعل راحة في قلبه وأحاسيسه، فلا يدلُّ هذا على مشروعية ما فعله، ما
لم يكن له دليل من كتاب أو سنة، فكما قلنا سابقًا: إن حصل له شيء من مقصوده
فإنه يكون إما من باب القضاء والقدر أو الاستدراج، أو لصفاء نيته واجتهاده في
الخير ومحبة الخير، ومع ذلك فإنه أخطأ في الفعل.
وقوله: «من فعلها
متأولاً مجتهدًا أو مقلدًا كان له أجر...» هذا كما جاء في الحديث: «إِذَا
حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد