«إِنَّهَا
مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ» فجعل العلة لقوله: «لَيْسَتْ بِنَجَسٍ»
كونها من الطوافين، أي: أنها تتردد على الناس في بيوتهم وتدخل عليهم وتخالطهم
وتأكل معهم وتشرب من أوانيهم، فلو كانت نجسة لشق ذلك على الناس، لأنَّ الهرة يصعب
على الناس التَّحرُّز منها، ولو كان ما شربت منه أو أكلت منه أو لامسته نجسًا لشق
ذلك على الناس وتحرَّجوا، فالله جعلها ليست بنجس تخفيفًا على الناس، بخلاف الكلب،
فإنه نجس، وقد أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بغسل الإنـاء الذي يَلِغَ فيـه سبع
مرات أولاهُنَّ بالتراب ([1])؛ لأن الكلب لا
يلامس الناس ويخالطهم، بل ورد النهيُ عن مصاحبة الكلب إلاّ للأمور الثلاثة التي
سيأتي ذكرها، فكون النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال في الهرّة أنها ليست بنجسة ثم
بيّن العلة، فقال: «إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ»
فهذا حكم مقرون بعلته، وهذه هي العلة المنصوصة، فالعلة هنا لا تحتاج إلى اجتهاد
وبحث لمعرفتها.
قوله: «ومثاله في
كلام الناس...» فسببُ مَنْع إدخاله أنه مبتدع، أو أسود، فهذه علّة مومَأ إليها من كلام
القائل في عدم إدخاله، وهي كونه مبتدعًا أو أسود، فيشمل كل مبتدع، وكذلك كل أسود
بالقياس.
قوله: «فإنه يفهم منه أنه لا يدخل داره...» أي: يفهم من كلامه إذ قال: لا تدخل داري مبتدعًا ولا أسود، مثل لو قال: لا تدخل داري فلانًا لأنه أسود، أو لأنه مبتدع.
([1])أخرجه: مسلم رقم (279).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد