إلى
غير ذلك من المفاسد التي لا يدركها إلاّ من استنارت بصيرته وسلمت سريرته.
ومنها: مسارقة الطبع إلى الانحلال من رِبْقَةِ
الاتباع، وفَواتُ سلوك الصراط المستقيم؛ وذلك أنَّ النفس فيها نوع من الكبر،
فتُحِبُّ أن تخرج من العبودية والاتباع بحسب الإمكان. كما قال أبو عثمان
النيسابوري رحمه الله: ما ترك أحد شيئًا من السنة إلاّ لكبر في نفسه.
ثم هذا مظنّة لغيره، فينسلخ القلب عن حقيقة اتباع
الرسول صلى الله عليه وسلم ويصير فيه من الكبر وضعف الإيمان ما يفسد عليه دينه أو
يكاد، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
ومنها: ما تقدم التنبيه عليه في أعياد أهل الكتاب من
المفاسد التي توجد في كلا النوعين الـمُحدَثينِ: النوع الذي فيه مشابهة، والنوع
الذي لا مشابهةَ فيه.
****
ذكر رحمه الله
كثيرًا من مضار البـدع كنموذج وإلاّ فمضارها كثيرة، وحسبك أنها لم يشرعها الله ولا
رسوله، ولـو كـان فيها خير لشرعها لنا ربنا ولشرعهـا لنا نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم.
وهذه أعظم مضرّة؛ لأن الله جل وعلا أمرنا باتباع الكتاب والسنة، أمرنا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 31] فالعبادة بالاتباع، فإذا أُتيحت الفرصة للبدع والمبتدعة ضعف هذا الاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام، وصار الاتباع للمبتدعة ولأصحاب الأهواء، فتحول الاتباع من اتباع للرسول إلى اتباع غيره؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد