×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

 لأن البدعة ليست مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هي مما جاء به غير الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن فعلها وداوم عليها، فإنه ينخلع من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اتباع غيره من الخرافيين والدجالين.

فصاحب البدعة ليس على صراط مستقيم، فالله جل وعلا قال: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ [الأنعام: 153]، ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ[الفاتحة: 6 - 7] فالله جل وعلا شرع لنا أن نسأله الهداية لصراط المنعَم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن نستعيذ به من طريق المغضوب عليهم والضالين، والضالون هم الذين يعبدون الله بالبدع والمحدثات، فالذين أحدثوا الرهبانية هم النصارى، قال تعالى: ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ [الحديد: 27] فالابتداع من شأن النصارى لأنه يغلب عليهم، والتفريط والتساهل من شأن اليهود، فلذلك صار مغضوبًا عليهم والعياذ بالله، ونحن شرع لنا الله أن ندعوه أن يجنبنا طريق الفئتين ويوفقنا لطريق المنعم عليهم.

قوله: «وذلك أنَّ النفس فيها نوع من الكبر...» وهذه آفة عظيمة في المبتدعة، أنهم إذا أعطوا رغباتهم ومشوا علىها في العبادات وما يستحسونه أو يستحسنه غيرهم، فكونهم هم الذين يخططون لأنفسهم في العبادة أرغب عليهم من كون الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يخط لهم الطريق والمنهج السليم، والنفوس مبتلاة بالكبر، فهي لا تحب الاتباع لغيرها،


الشرح