تَرَدُّدِي فِي قَبْضِ رُوحِ عَبْدِي
الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» ([1]) هذا ما في الفرائض
والنوافل المشروعـة من المنافع، فكيـف تقارن بالبـدع الساقطة التي هي من حياكة
شياطين الجن والإنس؟ فكيف بعد هذا تقدَّم البدع على الفرائض والسنن؟ البدع التي
شرعها الشيطان على السنن والفرائض التي شرعها الرحمن، لكن هذا من انتكاس القلوب،
وهو عقوبة لهم، فالإنسان إذا ترك الحق ابتلي بالباطل: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا
مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ
وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ١٠١ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ
وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ
ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ
وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ
فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ
بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا
بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ
عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ
يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 101- 102].
قوله: «فيفوته فضل ما في الفرائض...» يعني: لو لم يفته فضل الفرائض والنوافل المشروعة، فقد فاته الكمال وتمام الأجر، لكن الغالب أنه يفوته كل الثواب وكل الأجر؛ لأنه لا يفعلها عبادة، أي: الفرائض والنوافل، وإنما يفعلها عادَة ومجاملة للناس، وهي ليس لها قيمة عنده ولا يجد لها حلاوة ولذّة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6502).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد