ومن مضار البدعة: أن يتحول المعروف
الذي أمر الله به ورسوله من الطاعات والعبادات والفرائض والسنن إلى منكر؛ ويتحول
المنكر الذي هو من البدع والمحدثات التي لم يشرعها الله ولا رسوله إلى معروف، فتجد
البعض إذا ما أمرتهم بالمعروف ونهيتهم عن المنكر يعكسون عليك الأمر، مدَّعين إنك
تبغض أهل الخير وأنت كذا وكذا...، فهم اتخذوا المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا،
فهكذا تتغير الأمور فتتخذ البدعة سنة، فإذا غيرت البدعة قالوا: غيِّرت السنة.
ومن الأضرار في
البدع: أنَّ الناس إذا اشتغلوا بالبدع انصرفوا عن العلم النافع وعن تعلم دين
المرسلين والنبيين إلى دين الشياطين والمبتدعين والخرافيين، فيقولون: رأى في النوم
كذا، حكاية أن فلان حصل معه كذا، أو تراهم يستندون على أحاديث موضوعة مكذوبة على
الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا هو شأنهم، وهذا هو دينهم ونهجهم، إما حكايات مكذوبة
أو متخيلة، أو منامات شيطانية، أو أحاديث موضوعة. وينفرون من طلب العلم ويقولون:
إنه يشغل عن العمل والذكر.
قوله: «وانتشاء زرع الجاهلية...» يعني: أنَّ البدع تزرع الجاهلية، حيث إن الجاهليين كانوا على بدعة، يعبدون الأشجار والأحجار، وهذا مما ابتدعوه في دين الله، قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18] فهم ابتدعوا الشرك، فتجدهم يطلبون من الأشجار والأحجار التي ابتدعوها ما يُطلب من الله، ويقولون: إنها تشفع لنا عند الله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد