فإذا أفسح المجال
للبدع والمبتدعة في دين الإسلام، فإنَّ الأمور ستعود إلى ما كان عليه الحال في
الجاهلية، ولذلك يقول عمر أمير المؤمنين: «تُنقض عرى الإسلام عروة عروة، إذا
نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية». والبدع إذا أتيحت لها الفرصة ولأهلها
بالنمو، فسوف يؤول الحال إلى ما كانت عليه الجاهلية الأولى.
قوله: «ومنها اشتمالها
على أنواع المكروهات...» أي: ومن مضار البدع: تأخير الفطور، والله جل
وعلا قال: ﴿وَكُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ
ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187] وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا،
وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ
الصَّائِمُ» ([1]) وهناك من المبتدعة
من يؤخر الإفطار إلى أن تشتبك النجوم ويظلم الجو ويقول: هذا من باب الاحتياط ومن
باب العبادة، وهذا بدعة وفعلٌ مكروه، والسنة تعجيل الفطور، وتأخير السَّحور.
قوله: «والسجود بعد السلام بغير سهو» كذلك بعض المبتدعة يصاب بالوسواس إذا أدى الفريضة فإنه يسجد بعد السلام من باب الاحتياط بزعمه، فتراه يسجد سجود السهو، وهذا بدعة ما أنزل بها من سلطان، بل ومنهم من يعيد الصلاة كاملة، فإذا سلّم الناس قام وصلّى صلاة كاملة يقول: أخاف أن يكون في صلاتي خلل، وإذا صلّى الجمعة
([1])أخرجه: البخاري رقم (1954)، ومسلم رقم (1100).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد