الوجه الأول: أنه لا دليل على
إقامته، لا من كتاب الله جل وعلا ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا هو من
هدي السلف الصالح الذين هم أعلم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يحبونه أكثر
منّا، فإذا قال المبتدعة: إننا نقيم هذا محبة للرسول صلى الله عليه وسلم ! فإننا نقول:
هل أنتم أعظم محبة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم من صحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ؟ فإن قالوا بهذا كذبوا، وإن قالوا: لسنا أشد محبة من أبي بكر وعمر وعثمان
وعلي وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا:
إذًا لِـمَ تحدثون شيئًا لم يفعلوه؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعدِي،
تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ» ([1]).
والذي يدلُّ على
بطلان هذا الاحتفال: هو أنَّ الناس اختلفوا في مولده صلى الله عليه وسلم في
أيّ يومٍ حصل، وفي أيِّ شهر، وهذا يدل على أنه لا مصلحة لنا في معرفة تاريخ مولده
صلى الله عليه وسلم، فلو كان لنا مصلحة في ذلك لبُيّن وعُرِفَ، ثم لو أنه ممّـا
يتعلَّق به حكم شرعي لبيّنه الله لنا، فهذا دليل على أنه لا أصل للعناية بهذا
اليوم.
الوجه الثاني: قوله: «فإنَّ هذا لم يَفعلْهُ السَّلف مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان هذا خيرًا» فوجود المقتضي له، وهو محبّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم المانع منه: أنه لا أحد يمنعهم لو أرادوا ذلك،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد