فأما الاجتماع في هذا الموسم لإنشاء الغناء والضرب
بالدف بالمسجد الأقصى ونحوه، فمن أقبح المنكرات من جهات أخرى:
منها: فعل ذلك في الـمسجـد الأقصى، فإنَّ ذلك ممّـا
نُهِيَ عنه خـارج المساجد، فكيف بالمسجد الأقصى؟
ومنها: اتخاذ الباطل دينًا.
ومنها: فعله في الموسم.
****
الصوفية يتخذون ضرب
الطبول والأغاني والأناشيد، على أنها عبادة وذكر لله سبحانه وتعالى حتى في الأمكنة
الفاضلة، مثل بيت المقدس الذي هو بيت من بيوت الله، وأحد المساجد الثلاثة، وفي
عرفة، فقد رأيناهم يضربون الدفوف بعرفة يوم عرفة، ولكن - الحمد لله - جاءت الشرطة
وفرقتهم وأزالت شرهم - والحمد لله - فلم نرهم بعد ذلك، فهم يتخذون الأمكنة الفاضلة
مكانًا للشرك وللبدع، فهؤلاء الصوفية يتخذون المساجد لإظهار بدعهم وأذكارهم
المبتدعة وأناشيدهم، بما في ذلك ضرب الطبول في المساجد على أنه قربة إلى الله
تعالى، فهم من الذين ﴿ٱلَّذِينَ
ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا﴾ [الأعراف: 51].
والصوفية يفعلون هذا
في المساجد كلها، ولكن إذا فعلوه في المسجد الأقصى أو أحد المساجد الثلاثة فالأمر
أشد؛ لأنَّ اللهو واللعب والغناء وضرب الطبول من الباطل، وهؤلاء اتخذوا ذلك دينًا
يدينون الله به، وهو في الحقيقية إنما يتقرب به إلى الشيطان لا إلى الرحمن.
ومن المحاذير في
هذا: أنهم يذهبون إلى المسجد الأقصى لضرب الطبول وإنشاد الأغاني في الأيام
الفاضلة وهي أيام الحج،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد