مصرّين على هذا، وشيّدوا مسجدًا إلى الآن ومن
أفضل المساجد عندهم، مسجد الحسين ومشهد الحسين.
لما وُضع بين يدي
ابن زياد رأس الحسين رضي الله عنه، جاء أفاضل المسلمين وشهدوا للحسين بأنَّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يحبه، وأنه سبط الرسول صلى الله عليه وسلم، وابن زياد
يريد غير ذلك، يريد أن يتشفّى من الحسين، فعند ذلك انغاظ جدًّا، وانقمع عن قصده
الذي أراد.
كما لا يثبت أيضًا
أنه نُقل إلى الشام، مع أنه قريب إلىها؛ لأن الخليفة كان في الشام.
قوله: «فهذه المواضع
ليس فيها فضيلة...» هذه الأماكن التي يقال: إنَّ فيها قبور الفضلاء من
الأولياء والصالحين، إنما هي، أولاً: وهْم، وليست بحقيقـة، هي أكاذيب
اختلقوها لأجل أن يضللوا الناس.
وثانيًا: لو ثبت أنها قبور أولياء أو صالحين فهي كسائر القبور، تُحترم وتُصان ولا تُهان، لكن لا يُغالى فيها، ولا تُعظّم؛ لأن ذلك وسيلة إلى الشرك، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي أمير المؤمنين الذي ينتمي إليه الشيعة كذبًا، ومع ذلك هو نفسه القائل: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي: «أَنْ لاَ تَدَعَ تمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتهُ، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([1])أمير المؤمنين رضي الله عنه صرّح بهذا، وهو كبير أهل البيت، ولهذا فلا يجوز البناء على القبور والأضرحة؛ لأن في هذا وسيلة إلى تعظيمها والغلوّ فيها، ومن ثمَّ عبادتها من دون الله عز وجل.
([1])أخرجه: مسلم رقم (969).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد