×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

ليلة الإسراء أنه صلى الله عليه وسلم وطئ عليها، وبقي أثر قدمه، وكلُّ هذا كذب، فإنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم ما وطئ صخرًا، إنما صلّى في المسجد الأقصى، وأَمَّ الأنبياء فيه، ثم عُرج فيه إلى السماء.

وهذا أشدّ نكارة من الذي قبله، يظنّون أن القدم هذه قدم الرب سبحانه وتعالى ولا يُستبعد هذا على الجهال؛ لأن الشياطين لا تقف عند حدّ.

قوله: «وبلغني أنَّ بعض الجهال يزعم...» أهل الباطل ينتحلون هذه الأشياء، وإن كانوا لا يحبّون أصحابها، ولكن يريدون أن يغرّروا بالناس، أنَّ هذا قدم موسى عليه السلام، وهذا قدم محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قدم الرب جل وعلا حتى قال بعضهم: إن الأثر الذي في الصخرة هو قدم الرب عز وجل فهم يريدون بذلك ترويج الكذب، فينتحلون اسم معظّم وينسبونه إلى هذا المكان أو إلى هذا الأثر لأجل أن يغرّروا بالعوام، وكل دين المشركين ودين الجهّال مبني على الأوهام، وليس على أدلة وبراهين أبدًا.

قوله: «وكذلك مشاهد تضاف إلى بعض الأنبياء أو الصالحين...» هذا هو عمدتهم، فهم ليس عندهم دليل من الكتاب والسنة، وإنما أدلتهم أوهام، فهي إما رؤى يزعم بعضهم أنه رأى النبي أو الرجل الصالح في هذا المكان، أو أنّ جبريل رؤي في هذا المكان، والرُّؤى أكثرها من الشيطان، خصوصًا إذا كانت من قَبيل هذه الرُّؤى التي فيها تعظيم غير الله سبحانه وتعالى ومن شأنها أن تُحدِث وسيلة من وسائل الشرك؛ لأن الرؤيـا على ثلاثة أقسام: قسم من حديث النفس، وهو أضغاث أحلام، وقسم من الشيطان، مثل القول: إنَّ هذه قدم فلان، وهذا أثر فلان،


الشرح