فأمر بتحري العبادة في البيوت، ونهى عن تحرّيها عند القبور،
عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم.
****
فقبر غيره من باب
أَولى أن يُنهى عن التردد عليه، حتى وإن كان أصحاب هذه القبور أولياء أو صالحين،
فمِن باب أَولى ألا يُتردد على قبورهم وألاّ يُتبرك بها، وألاّ يُعتقد بالتردد
عليها الخير، أو جلب النفع، ودفع الضُّر.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«لاَ تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ» المراد: النهي عن تعطيل المساكن
من ذكر الله ومن صلاة النافلة، وتلاوة القرآن، ليتميَّز بيت المسلم بالنور وبالذكر
وبالحياة.
فالنصارى يعظمون القبور،
ولا يعمِّرون بيوتهم بذكر الله عز وجل وكذلك حالُ من تشبه بهم من هذه الأمة، فإنما
قلبه معلق بالقبور دائمًا، وإذا ما قدم إلى بلد فإنه يسأل: هل فيها مَشَاهِد؟
لأنَّ قلبه معلق بالقبور لا بالمساجد التي هي بيوت الله سبحانه وتعالى وهذا كلُّه
من الفتنة، ثم إنَّ هذه القبور والمشاهد قد أخذت قلوب هؤلاء، فزهدوا في المساجد،
حتى إنهم يبكون عند القبور ويخشعون، ولا يخشعون في المساجد، فتراهم يأتون القبور
برغبة، ولا يأتون المساجد بذلك، كما أنهم يجلسون عند القبور الأوقات الطويلة، ولا
يجلسون في المساجد إلاّ مرورًا أو شبه مرور.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ» الدعوة النبوية الكريمة إلى إحياء البيوت بالصلاة، وهذا يكون من صميم عمل المرأة في البيت؛ لأن المسلمة تعمر بيتها بالصلاة والذكر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد