والمرأة لا شك أنَّ لها دورًا عظيمًا في الحياة،
ولا بد من عمل الرجل وعمل المرأة، فعمل الرجل في الكد والكسب والأسفار لطلب الرزق
خارج البيت، وعمل المرأة داخل البيت، والبيت فيه أعمال كثيرة، منها: الحمل
والولادة والرضاع، ومنها: تربية الأولاد بالخصوص، ومنها: القيام بمتطلبات الأسرة
وهذا عمل جليل ومتنوع، وإلاّ، فكيف يكون البيت الذي ليس فيه امرأة؟ ماذا يكون؟ لا
شكَّ أنه سيكون بيتًا خاويًا، وأعماله معطلة ومظلم، ولم يَعُدْ محلَّ استقرار
وراحة.
وهذا بخلاف البيت الذي يكون فيه امرأة طيبة تقوم بالأعمال وتنظمه، فإنَّ صاحب البيت يستريح إذا دخل، ولهذا قال: ﴿وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ﴾ [الأعراف: 189] فالمرأة سكن للرجل، فكيف إذا جاء والبيت خاوٍ؟ لا بدَّ أنه لن يكون فيه سكن حينئذ، فعمل المرأة في بيتها هو عمل جليل، ولهذا فإنهم لما أخرجوا المرأة من بيتها وعطّلوا عملها فيه صارت تربية الأولاد للخادمات، اللواتي لا شفقة في قلوبهن ولا رحمة، فضلاً عن أنهنّ يجلبن لهم عادات وعقائد فاسدة، كما حصل ويحصل كثيرًا، كما أنهن لن يكون فيهن شفقة الأم ورحمتها، فينشأ الأولاد نتيجة ذلك نشأة الجافين لوالديهم؛ لأنهم لم يربّوهم بأنفسهم، وإنما وكلوا تربيتهم لهؤلاء الخدم والخادمات، ولذلك حصل ما يسمونه الآن بالعنف الأسرى الذي انتشر انتشارًا واسعًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد