وفي ((الصحيحـين)) عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ،
وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا» ([1]).
وروى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «لاَ تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ
الْبَيْتِ الَّذِي يَسْمَعُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ» ([2]).
ثم إنه صلى الله عليه وسلم أعقب النهي عن اتخاذه عيدًا
بقوله: «صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» ([3]). وفي
الحديث الآخـر: «فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ» ([4]).
****
سورة البقرة سورة عظيمة، وهي سنام القرآن، فهي كما أخبر صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» ([5]) يعني: الشياطين، فهم إذا سمعوها لن يستطيعوا أن يقربوا من البيت الذي تقرأ فيه هذه السورة العظيمة، لكن مع الأسف، اعتاضت عنها كثير من البيوت بالأغاني والمزامير، وهذا كما قال تعالى: ﴿بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا﴾ [الكهف: 50]، ولذلك ترى آثار هذه الأمور على الناس اليوم، فبعد أن كانت البيوت مدارس إسلامية ومحاضن تربية، أصبحت الآن خاوية ومأوى للشياطين.
([1])أخرجه البخاري رقم (432)، ومسلم رقم (777).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد