×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وفي ((الصحيحـين)) عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا» ([1]).

وروى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يَسْمَعُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ» ([2]).

ثم إنه صلى الله عليه وسلم أعقب النهي عن اتخاذه عيدًا بقوله: «صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» ([3]). وفي الحديث الآخـر: «فَإِنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ» ([4]).

****

 

سورة البقرة سورة عظيمة، وهي سنام القرآن، فهي كما أخبر صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» ([5]) يعني: الشياطين، فهم إذا سمعوها لن يستطيعوا أن يقربوا من البيت الذي تقرأ فيه هذه السورة العظيمة، لكن مع الأسف، اعتاضت عنها كثير من البيوت بالأغاني والمزامير، وهذا كما قال تعالى: ﴿بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا [الكهف: 50]، ولذلك ترى آثار هذه الأمور على الناس اليوم، فبعد أن كانت البيوت مدارس إسلامية ومحاضن تربية، أصبحت الآن خاوية ومأوى للشياطين.


الشرح

([1])أخرجه البخاري رقم (432)، ومسلم رقم (777).

([2])أخرجه: مسلم رقم (780).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (2042).

([4])أخرجه: أبو يعلى رقم (469).

([5])أخرجه: مسلم رقم (804).